النقض على الحركية الجهادية
التحاكم للطاغوت ليس كفراً عند السلف
(1) ▪️مقاتل بن سليمان المتوفى 150 هـ لا يكفر المتحاكم للطاغوت
✍️ قال الامام مقاتل في تفسيره
(ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} يعني كعب بن الأشرف وكان يتكهن {وقد أمروا أن يكفروا به} [78 ب] يعنى أن يتبرأوا من الكهنة {ويريد الشيطان أن يضلهم} عن الهدى {ضلالا بعيدا} - 60- يعني طويلا {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله} فى كتابه {وإلى الرسول 1️⃣👈👈رأيت #المنافقين} يعنى بشرا {يصدون عنك صدودا} - 61- يعني يعرضون عنك يا محمد إعراضا👉👉 إلى غيرك مخافة أن تحيف عليهم 2️⃣👈👈{فكيف} بهم يعنى #المنافقين: {إذا أصابتهم مصيبة}👉👉 فى أنفسهم بالقتل {بما قدمت أيديهم} من المعاصي في التقديم، ثم انقطع الكلام، ثم ذكر الكلام، فقال- عز ذكره-: {ثم جاؤك يحلفون بالله} نظيرها فى سورة براءة. (إن أردنا) ببناء مسجد القرار {إلا إحسانا وتوفيقا} - 62- يعني إلا الخير والصواب وفيهم نزلت (وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى) يعني إلا الخير (والله يشهد إنهم لكاذبون) في قولهم الذي حلفوا به 3️⃣👈👈{أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم} من #النفاق {فأعرض عنهم وعظهم} بلسانك👉👉 {وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} - 63- نسختها آية السيف {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع} يعني إلا لكي يطاع {بإذن الله} يقول لا يطيعه أحد حتى يأذن الله- عز وجل- له في طاعة رسوله- صلى الله عليه وسلم- {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك} بالذنوب يعني حين لم يرضوا بقضائك جاءوك {فاستغفروا الله} من ذنوبهم {واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}- 64-
📗 تفسير مقاتل بن سليمان الجزء 1 ص 383-386
✍️الشاهد عده التحاكم من افعال المنافقين في اكثر من موضع وليست كفرا ودليل ذلك انها لو كانت كفرا ما فسر الاعراض باللسان اذ ان الردة حدها القتل
🔔 تنبيه وقوله بنسخ الاية عارضه فيها غيره من المفسرين كما سياتي تباعا وبعضهم نقلها بصيغة التمريض وحتى لو نسخت فالقتل لا يستلزم التكفير ولا ينفي كون التحاكم من النفاق وهو كبيرة من الكبائر وليس كفرا
⬅️ ليست منسوخة خالفه ابن جريج (تفسير ابن المنذر) - والضحاك (البغوي) وعند الثعلبي عن ابن كيسان وهذا القول هو الذي عليه جمهور اهل التفسير من المقتدمين والمتاخرين
⬅️ وحتى لو كانت منسوخة فهذا يبقى حجة عليكم فلو كان التحاكم للشريعة عبادة محضة وحق من حقوق الله الخالصة ما جاز فيه النسخ لان النسخ يقع على الحلال والحرام وليس على التوحيد الخالص فدل الاختلاف في وقوع النسخ فيها على انها ليست عبادة محضة
(2) ▪️الامام الشافعي 204 هـ لا يعد التحاكم للطاغوت شرك بالله
قال الامام الشافعي في كتاب الام ✍️
[باب حد الذميين إذا زنوا]
[قال الشافعي]: فقال لي بعض الناس: فإنك إذا أبيت الحكم بينهم رجعوا إلى حكامهم فحكموا بينهم بغير الحق عندك.
[قال الشافعي]: فقلت له: وأنا إذا أبيت الحكم فحكم حاكمهم بينهم بغير الحق ولم أكن أنا حاكما فما أنا من حكم حكامهم أترى تركي أن أحكم بينهم في درهم لو تظالموا فيه وقد أعلمتك ما جعل الله لنبيه ﷺ من الخيار في الحكم بينهم أو الترك لهم وما أوجدتك من الدلائل على أن الخيار ثابت بأن لم يحكم رسول الله ﷺ ولا من جاء بعده من أئمة الهدى أو ترى تركي الحكم بينهم أعظم أم تركهم على الشرك بالله تبارك وتعالى؟ فإن قلت فقد أذن الله عز وجل بأخذ الجزية منهم وقد علم أنهم مقيمون على الشرك به معونة لأهل دينه فإقرارهم على 👈👈ما هو #أقل_من_الشرك👉👉 أحرى أن لا يعرض في نفسك منه شيء إذا 👈👈أقررناهم على أعظم الأمور فأصغرها أقل من أعظمها.👉👉
📗 كتاب الام للامام الشافعي ج6 ص
✍️الشاهد:
⬅️ مراد الشافعي اذا كان اخذ الجزية من الذميين فيه اقرار لهم على الشرك! فمن باب اولى ان نقرهم على ما هو دون الشرك (يقصد التحاكم)
قلت: وفي هذا رد على من جعل التحاكم عبادة صرف اذ ان الشافعي سماها "ما هو اقل من الشرك".
(3) ▪️جمهور متقدمي المالكية لا يكفرون من يخرج بسلاحه رغبة عن حكم الاسلام فضلا عن تكفير المتحاكم وهم :
• أصبغ بن الفرج 225 هـ مالكي
• عبد الملك بن حبيب السلمي 238 هـ مالكي
• عبد السلام سحنون بن سعيد التنوخي 240 هـ مالكي (نقلا عن جماعة من شيوخه)
• محمد بن سحنون بن عبد السلام 256 هـ مالكي
قال ابن ابي زيد القيرواني في كتاب النوادر والزيادات✍️
[باب في قتل أهل العصبية والعداوة من المسلمين]
من كتاب ابن سحنون قال سحنون: قال الله سبحانه: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) إلى قوله (فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).
👈👈قال من لقينا من العلماء:👉👉 معنى ذلك إذا خرج بعضهم على بعض 👈👈بغياً ورغبة عن حكم الإسلام على العصبية فسقاً وخلوعاً،👉👉 فليدعهم الإمام ومن معه إلى الرجوع إلى التحاكم وإلى التناصف عند حاكم من حكام المسلمين، فإن فعلوا قبل منهم، وإن أبت الطائفتان أو إحداهما قاتل الإمام من أبى وحلت دماؤهم حتى يقهروا....قالا: ولا تصاب أموالهم ولا حريمهم، وإذا أصيب منهم أسير فلا يقتل،
قال سحنون مثل قوله. وقال: سمعت أصحابنا يقولون: لا يقتل منهم أهل العصبية إذا كانت الحال ما ذكرت ويقتل منهزم الخوارج بكل حال. وكل ما جرى في هذا الباب عن سحنون وعبد الملك فقد ذكره ابن حبيب عن عبد الملك.
📗 النوادر والزيادات ج14 ص546
✍️فوائد وتنبيهات:
⬅️ قول سحنون "قال من لقينا من العلماء" المراد بهم تلاميذ مالك وتلاميذهم اذ ان سحنون رحمه الله اخذ العلم عن العلماء ممن هم في طبقة تلاميذ مالك وتلاميذ تلاميذهم فبينه وبين مالك في المسألة الواحدة اما رجل او اثنان على المشهور
⬅️ قوله: "ولا تصاب أموالهم ولا حريمهم، وإذا أصيب منهم أسير فلا يقتل" وهذا خلاف حكم المرتد
⬅️ قوله: "لا يقتل منهم أهل العصبية إذا كانت الحال" الشاهد انه منعه من قتل المقاتل عن عصبية ولو كان مرتد ما جاز الا ان يقتل
⬅️ كلام سحنون ليس في مصنفه بل في مصنف ابنه محمد ابن سحنون نقله مقرا له
⬅️ وافق سحنون وابنه، ابن عبدالملك الماجشون كما نقله عنه عبد الملك بن حبيب صاحب كتاب تفسير الموطأ
⬅️ يكون مجموع من يقول بهذه الاقوال هم خمس
أ - سحنون
ب - ابنه
جـ - الماجشون
د - بن حبيب
هـ - نص سحنون انه قول اخذه عمن لقيهم من مشايخه (سمعت أصحابنا يقولون)
⬅️ كل هذه النقول نقلها ابن ابي زيد القيرواني في كتابه النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الامهات اي انها على مذهب الامام مالك ووجه الشاهد انه بوب عليه بقوله [باب في قتل أهل العصبية والعداوة من المسلمين] فسماهم مسلمين مع كونهم رفعوا اسلحتهم [بغياً ورغبة عن حكم الإسلام على العصبية فسقاً وخلوعاً] وتسميتهم مسلمين هو ما فهمه ابن ابي زيد القيرواني من كلام ائمة المهذب انهم مسلمين وليسوا كفار
قلت🎤 اذا كان من يرفع سلاحه [بغياً ورغبة عن حكم الإسلام على العصبية فسقاً وخلوعاً] ليس بكافر عند مالك ومتقدمي اصحابه من المالكية فما بال اقوام يكفرون من يتحاكم للطاغوت ويعدون التحاكم عبادة وصرفها لغير الله شرك اكبر لا يغفره الله له⁉️
▪️قال ابن حبيب: 👈👈وإذا بغت قبيلة على قبيلة فقاتلتها حمية وعصبية وفخراً بالأنساب وغيرها من النائرة،👉👉 فعلى الإمام أن يكفهم ويفرق جمعهم، فإن لم يقدر فليخرج إليهم، وعلى الناس الخروج معه لذلك، فإذا نزل بقربهم راسلهم وسمع حجة كل فريق، فإن ظهر له أن إحداهما ظالمة للأخرى باغية عليها، أمرها بالكف والانصراف، فإن أطاعته وانصرفتا، 👈👈فلكل فريق طلب الفريق الآخر بما جرى بينهم في ذلك من دم ومال، ولا يهدر شيء من ذلك،👉👉 بخلاف ما كان على تأويل القرآن، فإن أبت الطائفة الباغية أن تنصرف عن المبغي عليها قاتلها معها ومن معه من المسلمين....[ابن حبيب]
📗 النوادر والزيادات ج14 ص548
⬅️ الشاهد: ان الفئة التي سماها "تبغي حمية وعصبية وفخرا بالانساب وغيرها من النائرة" لا تجري عليهم احكام الكفار بل احكام المسلمين لقوله "فلكل فريق طلب الفريق الآخر بما جرى بينهم في ذلك من دم ومال، ولا يهدر شيء من ذلك"
▪️وإذا وضعت الحرب أوزارها، فإن كان أهل البغي ممن خرج على تأويل القرآن من الخوارج وضع عنهم كل ما أصابوا إلا ما وجد من مال يعرف بعينه فيأخذه ربه. 👈👈 وأما أهل العصبية أو أهل خلاف لسلطانهم بغياً، يريد بلا تأويل، حكم في ذلك كله بالقود والقصاص ورد المال، قائماً كان أو فائتاً، قاله ابن الماجشون وأصبغ.
📗 النوادر والزيادات ج14 ص549
⬅️ الشاهد نفس الشاهد السابق
▪️وإن سأل أهل البغي الإمام العدل تأخيرهم شهراً وأعطوا رهاناً وأخذوا منه رهاناً فغدروا وقتلوا الرهان فلا يقتل الإمام رهنهم وليحبسهم، فإذا هلك أهل البغي تركهم، 👈إلا أن يكونوا أهل بدعة فليستتبهم.👉 [ابن المجاشون واصبغ]
📗 النوادر والزيادات ج14 ص550
⬅️ الشاهد: لو كان اهل النائرة ممن " خرج بعضهم على بعض بغياً ورغبة عن حكم الإسلام على العصبية فسقاً وخلوعا" مرتدين فهم اولى بالاستتابة من الخوارج ولكنه خص الاستتابة باهل الاهواء فقط ولم يعممها
▪️وإذا قاتل مع أهل البغي النساء بالسلاح، فلأهل العدل قتلهن في القتال. 👈👈وإن لم يكن قتالهن إلا بالتحريض ورمي الحجارة فلا يقتلن إلا أن يكن قتلن أحداً بذلك فيقتلن. وإذا أسرن وقد كن يقاتلن قتال الرجال لم يقتلن إلا أن يكن قد قتلن، يريد في غير أهل التأويل. [ابن الماجشون واصبغ]
📗 النوادر والزيادات ج14 ص550
⬅️ الشاهد: لو كانوا مرتدين لجاز سبيهم او قتلهم في حين انه نص على انهن لا يقتلن الا للضرورة او القصاص
▪️قال: وسبيل من قتله أهل البغي من أهل العدل سبيل الشهداء، ومن قتل من أهل البغي تركوا، 👈ومن أراد الصلاة عليهم من أهلهم فإن لم يكن لهم من يلي ذلك أمر الإمام بمواراتهم بغير صلاة. وعلى أصل سحنون يصلى عليهم. واختلف فيمن قتل من أهل العدل في ترك الصلاة عليه كالشهيد. [ابن الماجشون واصبغ وسحنون]
📗 النوادر والزيادات ج14 ص550
⬅️ الشاهد: تجويزه لذويهم الصلاة على اهل البغي ولو كانوا مرتدين ما جاز ذلك بل ان سحنون اجاز الصلاة عليهم لغير اهليهم ايضا
▪️ومن قتل أباه من أهل البغي 👈أو أخاه لم يحرم عليه ميراثه. ويكره له قتل أبيه منهم في القتال من غير تحريم، إلا أن يكون أبوه قصد إليه ليقتله، فلا بأس أن يدافعه الابن بالقتال إن لم يجد حودا عنه بلا هزيمة ولا وهن يدخل على أصحابه. وأباح أصبغ أن يقصد أخاه بالقتل وينتهز فرصته وغفلته. وإذا حملت على أحد منهم فقال: تبت وألقى السلاح فدعه. [ابن الماجشون واصبغ]
📗 النوادر والزيادات ج14 ص551
⬅️ الشاهد: تجويزه للتورث من الاب الباغي ولو كان مرتد ما جاز له ذلك
قلت🎤 اذا كان من يرفع سلاحه [بغياً ورغبة عن حكم الإسلام على العصبية فسقاً وخلوعاً] ليس بكافر عند مالك ومتقدمي اصحابه من المالكية بل وتجري عليهم احكام اهل الاسلام من ميراث وصلاة على قتلاهم وعدم سبي نسائهم فما بال اقوام يكفرون من يتحاكم للطاغوت ويعدون التحاكم عبادة وصرفها لغير الله شرك اكبر لا يغفره الله له⁉️
▪️فان قال قائل كيف " إذا خرج بعضهم على بعض بغياً ورغبة عن حكم الإسلام على العصبية فسقاً وخلوعاً" لا يكفر والامام مالك يكفر الطائفة الممتنعة؟!
✍️الجواب ان الطائفة الممتنعة كفرها مالك وهو قول الجمهور غير الشافعي ولكن يقال ما ضابط الطائفة الممتنعة عند مالك؟
الجواب من امتنعت عن احد اركان الاسلام الخمس بالسلاح فقط
الدليل⁉️
⬅️ الدليل الاول قال ابن حبيب فيمن منع الزكاة وهو مقر بها فلتؤخذ منه كرها، ولا يخرجه ذلك من الإيمان. وإن كذب بها فهو مرتد يستتاب ثلاثا، ولا ينفعه إقراره بغيرها من الفرائض، أخذت منه كرها أو لم يؤخذ.
وإذا كان مانع الزكاة ممتنعا من السلطان فلا يصل إليه، فهو بمنعه إياها كافر، كان بها مقرا أو جاحدا، وليجاهده السلطان حتى يأخذها منه كما فعل الصديق بالذين منعوا
📗 النوادر والزيادات ج14 ص537
الشاهد انه فرق بين الممتنع بالسلاح والممتنع من غير سلاح
⬅️ الدليل الثاني قال ابن ابي زيد القيرواني: وهذا الذي ذكرنا في الخمس شرائع التي بني عليها الإسلام. كما جاء الأثر: الإيمان بالله والصلاة والزكاة والصوم والحج على المستطيع. فمن ترك واحدة منهن كان كافرا، 👈👈ومن ترك سواهن من الأوامر، أو ركب ما نهي عنه فذلك ذنب إن شاء الله غفره أو عاقبه عليه.
📗 النوادر والزيادات ج14 ص538
الشاهد انه خصص التكفير بالاركان الخمس فقط وختم بقوله "ومن ترك سواهن من الأوامر، أو ركب ما نهي عنه فذلك ذنب إن شاء الله غفره أو عاقبه عليه."
(4) ▪️الامام أبو عبيد القاسم بن سلام 224 هـ لا يعد الحكم باحكام الجاهلية كفرا فضلا عن التحاكم
[باب الخروج من الإيمان بالمعاصي]
وأما الذي في السنة، فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر" فقد فسر لك بقوله "الأصغر" أن هاهنا شركا سوى الذي يكون به صاحبه مشركا بالله.
ومنه قول عبد الله رضي الله عنه "الربا بضعة وستون بابا، والشرك مثل ذلك".
فقد أخبرك أن في الذنوب أنواعا كثيرة تسمى بهذا لاسم, وهي غير الإشراك التي يتخذ لها مع الله إله غيره، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فليس لهذه الأبواب عندنا وجوه إلا أنها أخلاق المشركين, وتسميتهم, وسننهم, وألفاظهم, وأحكامهم, ونحو ذلك من أمورهم.
وأما الفرقان الشاهد عليه في التنزيل, فقول الله جل وعز: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة:44] .
وقال ابن عباس: "ليس بكفر ينقل عن الملة".
وقال عطاء بن أبي رباح: "كفر دون كفر".
👈👈فقد تبين لنا [21/أ] أنه كان ليس بناقل عن ملة الإسلام أن الدين باق على حاله, وإن خالطه ذنوب،👉👉 فلا معنى له إلا اخلاق الكفار وسنتهم، على ما أعلمتك من الشرك سواء؛ لأن من سنن الكفار الحكم بغير ما أنزل الله، ألا تسمع قوله: 👈👈{أفحكم الجاهلية يبغون} [المائدة:50] .👉👉 تأويله عند أهل التفسير أن من حكم بغير ما أنزل الله وهو على ملة الإسلام كان بذلك الحكم كأهل الجاهلية, إنما هو أن أهل الجاهلية كذلك كانوا يحكمون.
ليس وجوه هذه الآثار كلها من الذنوب: 👈👈أن راكبها يكون جاهلا ولا كافرا ولا منافقا وهو مؤمن بالله وما جاء من عنده،👉👉 ومؤد لفرائضه، ولكن معناها أنها تتبين من أفعال الكفار محرمة منهي عنها في الكتاب وفي السنة ليتحاماها المسلمون ويتجنبوها فلا يتشبهوا بشيء من أخلاقهم ولا شرائعهم. ولقد روي في بعض الحديث: "إن السواد خضاب الكفار"
فهل يكون لأحد أن يقول إنه يكفر من أجل الخضاب؟!
وكذلك حديثه في المرأة إذا استعطرت ثم مرت بقوم يوجد ريحها "أنها زانية" فهل يكون هذا على الزنا الذي تجب فيه الحدود؟
ومثله قوله: "المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان". أفيتهم عليه أنه أراد الشيطانين الذين هم أولاد إبليس؟!
إنما هذا كله على ما أعلمتك من الأفعال والأخلاق والسنن.
وكذلك كل ما كان فيه ذكر كفر أو شرك لأهل القبلة فهو عندنا على هذا، 👈👈ولا يجب اسم الكفر والشرك الذي تزول به أحكام الإسلام ويلحق صاحبه بردة إلا بكلمة الكفر خاصة دون غيرها وبذلك جاءت الآثار مفسرة.👉👉
📗 كتاب الايمان ومعالمه، وسننه، واستكماله، ودرجاته ص72 تحقيق الالباني، وكذا ص83 ضمن كتاب الجامع في كتب الإيمان والرد على المرجئة جمع وتحقيق عادل ال حمدان الغامدي المجلد الثاني
(5) ▪️ابن المنذر النيسابوري 318 هـ الشافعي يعتمد تفسير عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 150 هـ في عدم تكفير المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال ابن المنذر عند تفسير قوله تعالى {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) } برقم 1951 ما نصه:
1951 حدثنا علي بن المبارك، قال: حدثنا زيد، قال: حدثنا ابن ثور، 👈👈عن ابن جريج: " {فأعرض عنهم} ذلك لقوله جل وعز: {وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} في أنفسهم "👉👉
📗 كتاب تفسير القرآن لابن المنذر ص773 اثر رقم 1951
✍️الشاهد: لم يكفر المتحاكمين بل علل الاعراض
(6) ▪️الضحاك بن مزاحم 105 هـ لا يكفر المتحاكم للطاغوت وضعف قول من يقول بنسخ قوله تعالى {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} باية السيف حيث نقل القول بالنسخ بصيغة التمريض
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال البغوي عند تفسير قوله تعالى {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) } ما نصه
✍️ وقال الضحاك : ( فأعرض عنهم وعظهم ) في الملإ ( وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) في السر والخلاء ، وقال : قيل هذا منسوخ بآية القتال .
📗 معالم التنزيل في تفسير القرآن - تفسير البغوي ج2 ص244 الطبعة الرابعة الصادرة عن دار طيبة للنشر والتوزيع لسنة 1417 هـ / 1997 م
✍️الشاهد:
1️⃣ فسر الاعراض والقول البليغ بخلاف حكم المرتد اذ ان حكمه القتل وصرف العبادة لغير الله شرك اكبر ولو كان التحاكم كفر ظاهر وعبادة محضة لا لبس فيها كما يدعي اهل الحراب لما جاء الامر بالاعراض والوعض بل لجاء الامر بقتلهم
2️⃣ نقل قوله بالسنخ بصيغة التمريض اذ ذكره "قيل" وهو ما عليه كثير من مفسري اهل السنة خلافا لمقاتل بن سليمان
3️⃣ وقوع خلاف في حصول النسخ حجة على المخالفين فلو كان التحاكم للشريعة عبادة محضة وحق من حقوق الله الخالصة ما جاز فيه النسخ لان النسخ يقع على الحلال والحرام وليس على التوحيد الخالص فدل الاختلاف في وقوع النسخ فيها على انها ليست عبادة محضة
(7) ▪️الامام المفسر يحيى بن سلام 200 هـ يسمي المتحاكمين للطاغوت منافقين
{وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون} [النور:48] عن الله، وعن رسوله، وكتابه يعني 👈👈المنافقين، يظهرون الإيمان ويسرون الشرك.👉👉
قوله: {وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين} [النور: 49] عاصم بن حكيم وابن مجاهد، عن مجاهد قال: {مذعنين} [النور: 49] ، سراعا.
المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: كان الرجل يكون له على الرجل الحق على عهد النبي، فإذا قال: انطلق معي إلى النبي، فإن عرف أن الحق له ذهب معه، وإن عرف أنه يطلب باطلا أبى أن يأتي النبي، فأنزل الله: {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون (48) وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين (49) أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون (50) إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون (51) } [النور: 48-51] فقال رسول الله: «من كان بينه وبين آخر خصومة فدعاه إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم» .
- وحدثني أبو الأشهب، عن الحسن قال: قال رسول الله عليه السلام: «من دعي إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم لا حق له» .
وفي تفسير عمرو عن الحسن قال: كانوا يدعون إلى وثن كان أهل الجاهلية يتحاكمون إليه.
وقال في قوله: {أفي قلوبهم مرض} [النور: 50] وهو الشرك في قول الحسن.
وقال قتادة: نفاق.
{أم ارتابوا} [النور: 50] فشكوا في الله وفي رسوله على الاستفهام، أي قد فعلوا.
{أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله} [النور: 50] والحيف: الجور. أي قد خافوا ذلك.
{بل أولئك هم الظالمون} [النور: 50] ظلم النفاق والشرك.
{إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} [النور: 51] فهذا قول المؤمنين، 👈👈وذلك القول الأول قول المنافقين.👉👉
📗 تفسير يحيى بن سلام ج1 ص 457
✍️ المنافقون مع إعراضهم عن التحاكم إلى الإسلام بقي لهم حكم الإسلام ظاهرا طالما يظهرون الإيمان ويسرون الشرك فدل هذا على أن إعراضهم عن حكم الله إلى غيره لم يُنفِ عنهم الإيمان الظاهر .
(8) ▪️الطبري لا يكفر المتحاكمين للطاغوت بل يسميهم منافقين
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال الطبري عند تفسير قوله تعالى {فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) } ما نصه
القول في تأويل قوله: {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62)}
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: فكيف بهؤلاء الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وهم يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ="إذا أصابتهم مصيبة"، يعني: إذا نزلت بهم نقمة من الله ="بما قدمت أيديهم"، يعني: بذنوبهم التي سلفت منهم، ="ثم جاؤوك يحلفون بالله"، يقول: ثم جاؤوك يحلفون بالله كذبا وزورا ="إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا". 👈👈وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن هؤلاء المنافقين أنهم لا يردعهم عن النفاق العبر والنقم، وأنهم إن تأتهم عقوبة من الله على تحاكمهم إلى الطاغوت لم ينيبوا ولم يتوبوا،👉👉 ولكنهم يحلفون بالله كذبا وجرأة على الله: ما أردنا باحتكامنا إليه إلا الإحسان من بعضنا إلى بعض، والصواب فيما احتكمنا فيه إليه.
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (63)}
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: " أولئك "، هؤلاء المنافقون الذين وصفت لك، يا محمد، صفتهم =" يعلم الله ما في قلوبهم " في احتكامهم إلى الطاغوت، وتركهم الاحتكام إليك، وصدودهم عنك = من النفاق والزيغ، (18) وإن حلفوا بالله: ما أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا =" فأعرض عنهم وعظهم "، 👈👈👈يقول: فدعهم فلا تعاقبهم في أبدانهم وأجسامهم،👉👉👉 ولكن عظهم بتخويفك إياهم بأسَ الله أن يحلّ بهم، وعقوبته أن تنـزل بدارهم، وحذِّرهم من مكروهِ ما هم عليه من الشك في أمر الله وأمر رسوله = ،" وقل لهم في أنفسهم قولا بليغًا "، يقول: مرهم باتقاء الله والتصديق به وبرسوله ووعده ووعيده.
الهوامش :
(18) السياق: "يعلم الله ما في قلوبهم... من النفاق والزيغ".
📗 تفسير الطبري ج7 ص197 تحقيق التركي، ج8 ص514 تحقيق شاكر
✍️ حكم المرتد القتل في حين جاء في التفسير انه "فدعهم فلا تعاقبهم في أبدانهم وأجسامهم،" وهذا خلاف حكم المرتد وكلام الطبري صريح جدا في تسميتهم منافقين
(9) ▪️ابن أبي حاتم 327 هـ شافعي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
حيث انه روى في تفسير قوله تعالى {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} [المائدة:50]
[6502] حدثنا أبي، ثنا أبو سلمة، ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كانت تسمى الجاهلية العالمية حتى جاءت امرأة، قالت: يا رسول الله، كان في الجاهلية كذا وكذا، فأنزل الله ذكر الجاهلية.
[6305] حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {أفحكم الجاهلية يبغون} يهود.
[6504] حدثنا أبي، ثنا هلال بن الفياض، حدثنا أبو عبيدة الناجي، قال: سمعت الحسن، يقول: من حكم بغير حكم الله فحكم الجاهلية.
[6505] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، قال: كان طاووس إذا سأله رجل أفضل بين ولدين في النحل؟ قرأ {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}
📗 تفسير ابن ابي حاتم ص1154
✍️ فقد ذكر ابن ابي حاتم في تفسير الاية ان الرجل اذا ميز بين اولاده فقد حكم بحكم الجاهلية فهل من يفرق بين اولاده في الحكم يكون كافرا بالله! والاية مما يستدل به الغلاة على تكفير المتحاكم للطاغوت
(10) ▪️أبو جعفر النحاس 338 هـ نحوي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال النحاس عند تفسير قوله تعالى { أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) } ما نصه:
ثم قال جل وعز: (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم)
وهو عالم بكل شئ والفائدة أنه قد علم أنهم منافقون فأعلموا ذلك.
ثم قال جل وعز: (فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا)
👈👈أي قل لهم من خالف حكم النبي صلى الله عليه وسلم وكفر به وجب عليه القتل.👉👉
📗 معاني القرآن للنحاس ج2 ص127
✍️ دل تفسير النحاس على أن القتل واجب على من أظهر الكفر، فترك النبي صلى اللّه عليه وسلم لقتل المتحاكمين للطاغوت يدل على أن فعلهم ليس بكفر. ولو كان كفرا لقال "من خالف حكم النبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر به فوجب عليه القتل."
(إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله ان أردنا الا احسانا وتوفيقا)
يروى أن عمر قتل المنافق الذي قال لليهودي امض بنا الى كعب بن الاشرف يقض بيننا فجاء أصحابه الى النبي صلى الله عليه وسلم يحلفون بالله ان أردنا بطلب الدم الا احسانا وموافقة للحق وقيل المعنى إذا نزلت بهم عقوبة لم تردعهم وحلفوا كاذبين أنهم ما أرادوا باحتكامهم على إليه الا الاحسان من بعضهم الى بعض والصواب فيه
ثم قال جل وعز (أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم) وهو عالم بكل شئ والفائدة أنه قد علم أنهم منافقون فأعلموا ذلك 142 ثم قال جل وعز (فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) أي قل لهم من خالف حكم النبي صلى الله عليه وسلم وكفر به وجب عليه القتل
(11)▪️ابن وهب المصري 197 هـ لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال ابن وهب المصري في جامعه
160 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما، فقال الذي قضي عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فقال رسول الله: نعم، انطلقا إليه؛ فلما أتيا عمر قال الرجل: يا ابن الخطاب، قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، فقال: ردنا إلى عمر، فردنا إليك؛ قال: كذلك، قال: نعم، قال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما، فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال: (ردنا إلى عمر)، فقتله؛ وأدبر الآخر فارا إلى رسول الله، فقال: يا رسول الله، قتل، والله، عمر صاحبي، ولو ما أني أعجزته لقتلني، 👈👈فقال رسول الله: ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن، فأنزل الله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}، فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله، وكره الله أن يسن ذلك بعد👉👉، فقال: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا}.
📗 تفسير القرآن من الجامع لابن وهب ج1 ص71 اثر رقم 160
📗 تفسير ابن ابي حاتم ج3 ص994 برقم 5560 حيث قال أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب ...
طريق أخرى: - قال الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم في تفسيره: حدثنا شعيب بن شعيب، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عتبة بن ضمرة، حدثني أبي أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل، فقال المقضي عليه: لا أرضى، فقال صاحبه: فما تريد؟ قال: أن نذهب إلى أبي بكر الصديق، فذهبا إليه، فقال الذي قضي له: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى لي، فقال أبو بكر: أنتما على ما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى صاحبه أن يرضى، فقال: نأتي عمر بن الخطاب، فقال المقضي له: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى لي عليه، فأبى أن يرضى، فسأله عمر بن الخطاب فقال كذلك، فدخل عمر منزله وخرج والسيف في يده قد سله، فضرب به رأس الذي أبى أن يرضى فقتله، فأنزل فلا وربك لا يؤمنون الآية.
📗 تفسير ابن كثير ج2 ص309
✍️وجه الشاهد
1️⃣ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرضى قتل عمر للمنافق (عند السمعاني انه رضي والله اعلم بالصواب)
2️⃣ تبرئة الله لعمر رضي الله عنه واهدر دم ذاك المنافق
3️⃣ انه لم يشرع ولم يسن لنا ان نفعل بنفس فعل عمر رضي الله عنه
4️⃣ القتل لا يستلزم التكفير وانتم تجاوزتم القتل وحكمتم بكفر المتحاكمين
قلت 🎤: فهل كان اللّه ليكره أنْ يُسنّ قتل من فارق دين الإسلام بفعله، وهو العزيز الذي يأمر بقتل الكفرة وقتل من ارتدّ عن دينه.
🔔 احتجاج البعض بتضعيف ابن كثير للاثر يرد عليه من وجهين
1️⃣ انه خلاف لما قاله ابن ابي حاتم وهو قد صحح الاثر وابن ابي حاتم قد اشترط الصحة في تفسيره كما حكاه في المقدمة ج1 ص14❗️
2️⃣ ابن كثير ضعف احد الطرق فقط ولم يضعف اصل الحكاية اذ انه نقل طريق اخر من رواية ابن دحيم ولم يتعقبه وتابعه صاحب الدر المنثور
✍️ قال ابن ابي حاتم رحمه الله في مقدمة تفسيره:
"الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء وعلى آله أجمعين.
سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصرا بأصح الأسانيد، وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات، وتنزيل السور، وأن نقصد لإخراج التفسير مجردا دون غيره، متقصين تفسير الآي حتى لا نترك حرفا من القرآن يوجد له تفسير إلا أخرج ذلك.
فأجبتهم إلى ملتمسهم، وبالله التوفيق، وإياه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد." اهـ
التحاكم للطاغوت ليس كفراً عند أهل السنة من المتأخرين .
▪️أبن ابي زمنين 399 هـ مالكي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال ابن ابي زمنين عند تفسير قوله تعالى { فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) } ما نصه:
﴿فكيف إذا أصابتهم مصيبة﴾ قال الحسن: وهذا كلام منقطع عما قبله وعما بعده؛ يقول: إذا أصابتهم؛ يعني: أن يظهروا ما في قلوبهم؛ فيقتلهم رسول الله. وفيه مضمار، والإضمار الذي فيه فيقول: إذا أصابتهم مصيبة، لم ينجهم منها ولم يغثهم، ثم رجع إلى الكلام الأول. إلى قوله: ﴿يصدون عنك صدودا﴾ {ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} أي: إن أردنا إلا الخير.
قال الله: ﴿أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم﴾ من الشرك والنفاق ﴿فأعرض عنهم﴾ فلا تقتلهم (ل ٦٨) ما جعلوا يظهرون الإيمان ﴿وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا﴾ يقول لهم: إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلتكم.
📗 تفسير القران العزيز لابن ابي زمنين ج1 ص383
✍️ المنافقون الذين أُنزِلت فيهم هذه الآيات تحاكموا للطاغوت و في نفس الأمرِ كانوا مظهرين للإيمان بل وأقروا بأنّهم لا يفضّلون حكم الطاغوت وبأنّهم أرادوا إحسانا و توفيقا -هكذا زعموا-، فلو كان تحاكُمهم للطاغوت كفرا لذاته لزال فورا عنهم إيمانهم الظاهر ، فلا يستوي ظاهرا الكفر و الإيمان ولا يجتمعان في قلب رجل واحد ، وهذا مايفسر أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يستتبهم و لم يحكم بردّتهم وهو الذي أمر بقتل المرتد كما روى البخاري في صحيحه عن عكرمة أن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم من بدّل دينه فاقتلوه .
وقد أمر الله رسوله بمعاملة المنافقين على ما أظهروه بأن يُعرض عنهم و يعِضهم و يُغلظ لهم القول، بحكم أنهم أولئك الذين يعلم الله مافي قلوبهم فإن أظهروا مافي قلوبهم و هو الكذب و النفاق و الكفر فجزاؤهم حينها القتل ردةً . وهذا يدل على أن فعلهم كان معصية طالما لم ينتف في حقهم وصف الإيمان.
▪️ابو المظفر السمعاني 489 هـ شافعي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال السمعاني عند تفسير قوله تعالى { فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) } ما نصه:
قوله تعالى {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم} قيل: هذا في المنافقين الذين تحاكموا إلى الطاغوت، وقوله: {أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم} قيل: هو قتل عمر رضي الله عنه ذلك المنافق؛ فإنهم جاءوا يطلبون دمه، وقيل: هو في جميع المنافقين، والمصيبة: كل مصيبة تصيبهم في الدنيا والعقبى.
يقول الله تعالى: فكيف الحال إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم {ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} قيل: هو إحسان بعضهم إلى بعض، وقيل أرادوا بالإحسان: تقريب الأمر من الحق، لا القضاء على مر الحكم. وأما التوفيق: موافقة الحق، وقيل: هو التأليف والجمع بين الخصمين. ومعنى الآية: أن المنافقين يحلفون ما أردنا بالتحاكم إلى غيرك إلا إحسانا وتوفيقا.
وقي الآية قول آخر: أنها في المنافقين، حلفوا في المسجد الذي بنوا ضرارا على ما هو مذكور قي سورة التوبة {وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى} .
قوله تعالى: {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم} خلاف ما على ألسنتهم {فأعرض عنهم وعظهم} فإن قال قائل: كيف يتصور الجمع بين الإعراض والوعظ وقد أمر الله تعالى بهما؟
👈👈قيل معناه: فأعرض عن عقوبتهم، وعظهم.
وقيل: معناه: فأعرض عن قبول عذرهم، وعظهم {وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} القول البليغ: هو ما يبلغ الإنسان بلسانه كنه ما في قلبه، وقيل: هو التخويف بالله تعالى وقيل: هو أن يقول: إن رجعتم إلى هذا، فأمركم القتل.👉👉
📗 تفسير السمعاني ج1 ص 442
▪️ابو محمد الحسين البغوي 516 هـ شافعي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال البغوي عند تفسير قوله تعالى { أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) } ما نصه:
﴿أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم﴾ من النفاق، أي: علم أن ما في قلوبهم خلاف ما في ألسنتهم، ﴿فأعرض عنهم﴾ أي: عن عقوبتهم وقيل: فأعرض عن قبول عذرهم وعظهم باللسان، وقل لهم قولا بليغا، وقيل: هو التخويف بالله، وقيل: أن توعدهم بالقتل إن لم يتوبوا، قال الحسن: القول البليغ أن يقول لهم: إن أظهرتم ما في قلوبكم من النفاق قتلتم لأنه يبلغ من نفوسهم كل مبلغ، وقال الضحاك: ﴿فأعرض عنهم وعظهم﴾ في الملإ ﴿وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا﴾ في السر والخلاء، وقال: قيل هذا منسوخ بآية القتال.
📗 معالم التنزيل في تفسير القرآن - تفسير البغوي ج2 ص244 الطبعة الرابعة الصادرة عن دار طيبة للنشر والتوزيع لسنة 1417 هـ / 1997 م
✍️الشاهد:
1️⃣ فسر الاعراض والقول البليغ بخلاف حكم المرتد اذ ان حكمه القتل وصرف العبادة لغير الله شرك اكبر ولو كان التحاكم كفر ظاهر وعبادة محضة لا لبس فيها كما يدعي اهل الحراب لما جاء الامر بالاعراض والوعض بل لجاء الامر بقتلهم
2️⃣ نقل قوله بالسنخ بصيغة التمريض اذ ذكره "قيل" وهو ما عليه كثير من مفسري اهل السنة خلافا لمقاتل بن سليمان
3️⃣ وقوع خلاف في حصول النسخ حجة على المخالفين فلو كان التحاكم للشريعة عبادة محضة وحق من حقوق الله الخالصة ما جاز فيه النسخ لان النسخ يقع على الحلال والحرام وليس على التوحيد الخالص فدل الاختلاف في وقوع النسخ فيها على انها ليست عبادة محضة
▪️عز الدين الرسعني 661 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال الرسعني عند تفسير قوله تعالى { فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) } ما نصه:
قوله {فكيف اذا أصابتهم مصيبة} اي: كيف يكون حالهم اذا اصابتهم عقوبة من الله
قيل: هي قتل 👈المنافق {بما قدمت أيديهم} من النافق والتحاكم الى الطاغوت، {ثم جاءوك} يعني: أولياء المنافق،👉 وكانوا قد طلبوا القصاص من عمر رضي الله عنه {يحلفون بالله ان أردنا} بطلب القصاص، {إلا إحسانا وتوفيقا} أي: خيرا وطلبا لما يوافق الحق.
وقيل: ما أردنا بالتحاكم الى غيرك الا إحسانا وتوفيقا بين الخصمين، لا مخالفة حكمك، وعدم الرضا بقضائك، وذلك كذب منهم. ألا تراه يقول: {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم} 👈يعني من الكفر والنفاق واضمارهم خلاف ما يقولون {فأعرض عنهم} أي: دع عقوبتهم 👉وذهب جماعة من المفسرين الى ان الامر بالاعراض منسوخ باية السيف. وهذا ليس بصحيح؛ لان اية السيف اقتضت اباحة دم المشركين، وحضت على قتلهم، 👈والمنافق معصوم الدم؛ لاظهاره كلمة الحق.👉 {وعظهم} خوفهم ان يعودوا لمثلها، وحذرهم كم النافق {وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} اي قل لهم وبالغ في وعظهم مبالغة تؤثر في نفسوهم وتبلغ كنه قلوبهم
📗 تفسير الرسعني المسمى رموز الكنوز ج1 ص 547
✍️الشاهد:
1️⃣ سمى الفعل نفاق والفاعل منافق
2️⃣ فسر الاعراض بترك العقوبة
3️⃣ رد على من يقول بنسخ الاية لان المنافق لا يكفر ولا تقع عليه احكام الكفر في الدنيا لانه يقول كلمة الحق ووقوع خلاف في حصول النسخ حجة على المخالفين فلو كان التحاكم للشريعة عبادة محضة وحق من حقوق الله الخالصة ما جاز فيه النسخ لان النسخ يقع على الحلال والحرام وليس على التوحيد الخالص فدل الاختلاف في وقوع النسخ فيها على انها ليست عبادة محضة
▪️تقي الدين ابن تيمية الحراني 728 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (65) }
قال ابن تيمية معلقا ومستدلا
قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} [سورة النساء 59] .
وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [سورة النساء 65] فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن، وأما من كان ملتزما لحكم الله ورسوله باطنا وظاهرا، لكن عصى واتبع هواه، فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة.
👈👈وهذه الآية مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله.👉👉 وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية.
📗 منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج5 ص131
✍️الشاهد:
1️⃣ عند ابن تيمية ان الذي يتكئ في التكفير على قول الله تعالى {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} هم الخوارج
2️⃣ دل ان الاية عند ابن تيمية ليست على ظاهرها
👈👈وقال تعالى في نعت المنافقين:👉👉 {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} . وفي هذه الآيات أنواع من العبر من الدلالة على ضلال من يحاكم إلى غير الكتاب والسنة 👈👈وعلى نفاقه👉👉 وإن زعم أنه يريد التوفيق بين الأدلة الشرعية وبين ما يسميه هو " عقليات " من الأمور المأخوذة عن بعض الطواغيت من المشركين وأهل الكتاب وغير ذلك من أنواع الاعتبار. فمن كان خطؤه لتفريطه فيما يجب عليه من اتباع القرآن والإيمان مثلا أو لتعديه حدود الله بسلوك السبل التي نهى عنها أو لاتباع هواه بغير هدى من الله: فهو الظالم لنفسه وهو من أهل الوعيد؛ بخلاف المجتهد في طاعة الله ورسوله باطنا وظاهرا الذي يطلب الحق باجتهاده كما أمره الله ورسوله؛ فهذا مغفور له خطؤه.
📗 مجموع الفتاوى ج3 ص317
فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وصار للمؤمنين بها عز وأنصار ودخل جمهور أهلها في الإسلام طوعا واختيارا: 👈👈كان بينهم من أقاربهم ومن غير أقاربهم من أظهر الإسلام موافقة رهبة أو رغبة وهو في الباطن كافر.👉👉 وكان رأس هؤلاء عبد الله بن أبي ابن سلول 👈👈وقد نزل فيه وفي أمثاله من المنافقين آيات.👉👉 والقرآن يذكر المؤمنين والمنافقين في غير موضع كما ذكرهم في سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وسورة العنكبوت والأحزاب. وكان هؤلاء في أهل المدينة والبادية كما قال تعالى: {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم} .
وكان في المنافقين من هو في الأصل من المشركين وفيهم من هو في الأصل من أهل الكتاب. وسورة الفتح والقتال والحديد والمجادلة والحشر والمنافقين. بل عامة السور المدنية: يذكر فيها المنافقين. قال تعالى في سورة آل عمران: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} إلى قوله: {وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا} الآيات. وقال فيها أيضا: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم} إلى قوله: {وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور} {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط} . 👈👈وقال تعالى في سورة النساء: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}👉👉
📗 مجموع الفتاوى ج7 ص463
✍️الشاهد:
1️⃣ ابن تيمية يقرر ان ايات التحاكم للطاغوت نزلت في المنافقين وقد قال في موضع سابق ان من يستدل بها على التكفير هم الخوارج
قال ابن تيمية:
وأما قولهم: المراد منها ضبط العوام ولسنا نحن من العوام. فالكلمة الأولى: زندقة ونفاق والثانية كذب واختلاق فإنه ليس المراد من الشرائع مجرد ضبط العوام؛ بل المراد منها الصلاح باطنا وظاهرا للخاصة والعامة في المعاش والمعاد ولكن في بعض فوائد العقوبات المشروعة في الدنيا ضبط العوام. كما قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: " إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " فإن من يكون من المنافقين والفجار فإنه ينزجر بما يشاهده من العقوبات وينضبط عن انتهاك المحرمات فهذا بعض فوائد العقوبات السلطانية المشروعة. وأما فوائد الأمر والنهي: فأعظم من أن يحصيها خطاب أو كتاب؛ بل هي الجامعة لكل خير يطلب ويراد وفي الخروج عنها كل شر وفساد. ودعوى هؤلاء أنهم من الخواص يوجب أنهم من حثالة منافقي العامة 👈👈وهم داخلون فيما نعت الله به المنافقين في قوله👉👉: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} {ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون} - إلى قوله - {صم بكم عمي فهم لا يرجعون} . وفي مثل قوله: 👈👈{ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}👉👉
📗 مجموع الفتاوى ج11 ص415
✍️الشاهد: ابن تيمية يقرر ان ايات التحاكم للطاغوت نزلت في المنافقين وقد قال في موضع سابق ان من يستدل بها على التكفير هم الخوارج
قال ابن تيمية رحمه الله
قوله سبحانه وتعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} أقسم سبحانه بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يحكموه في الخصومات التي بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقا من حكمه بل يسلموا لحكمه ظاهرا وباطنا وقال قبل ذلك: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} 👈👈فبين سبحانه أن من دعي إلى التحاكم إلى كتاب الله وإلى رسوله فصد عن رسوله كان منافقا👉👉 وقال سبحانه: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا}
فبين سبحانه أن من تولى عن طاعة الرسول وأعرض عن حكمه فهو من المنافقين وليس بمؤمن وأن المؤمن هو الذي يقول: سمعنا وأطعنا فإذا كان النفاق يثبت ويزول الإيمان بمجرد الإعراض عن حكم الرسول وإرادة التحاكم إلى غيره مع أن هذا ترك محض وقد يكون سببه قوة الشهوة فكيف بالتنقص والسب ونحوه؟.
👈👈👈 ويؤيد ذلك ما رواه أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم في تفسيره: حدثنا شعيب بن شعيب حدثنا أبو المغيرة حدثنا عتبة بن ضمرة حدثني أبي: "أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل فقال المقضي عليه: لا أرضى فقال صاحبه: فما تريد؟ قال: أن نذهب إلى أبي بكر الصديق فذهبا إليه فقال الذي قضي له: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي عليه فقال أبو بكر: فأنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فأبى صاحبه أن يرضى وقال: نأتي عمر بن الخطاب فأتياه فقال المقضي له: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي عليه فأبى أن يرضى ثم أتينا أبا بكر الصديق فقال: أنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يرضى فسأله عمر فقال كذلك فدخل عمر منزله فخرج والسيف في يده قد سله فضرب به رأس الذي أبى أن يرضى فقتله" فأنزل الله تبارك وتعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} الآية.
وهذا المرسل 👈👈له شاهد من وجه آخر يصلح للاعتبار.👉👉
قال ابن دحيم: حدثنا الجوزجاني حدثنا أبو الأسود حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال: "اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فقضى لأحداهما فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم انطلقوا إلى عمر" فانطلقا فلما أتيا عمر قال الذي قضي له: يا ابن الخطاب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى لي وإن هذا قال: ردنا إلى عمر فردنا إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: أكذلك؟ للذي قضي عليه قال: نعم فقال عمر: مكانك حتى أخرج فأقضي بينكما فخرج مشتملا على سيفه فضرب الذي قال "ردنا إلى عمر" فقتله وأدبر الآخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قتل عمر صاحبي ولولا ما أعجزته لقتلني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كنت أظن أن عمر يجتري على قتل مؤمن" فأنزل الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} فبرأ الله عمر من قتله".
👈👈وقد رويت هذه القصة من غير هذين الوجهين قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: "ما أكتب حديث ابن لهيعة إلا للاعتبار والاستدلال وقد أكتب حديث هذا الرجل على هذا المعنى كأني أستدل به مع غيره يشده لا أنه حجة إذا انفرد".👉👉
📗 الصارم المسلول لابن تيمية ص 37
✍️وجه الشاهد
1️⃣ قوله: "فبين سبحانه أن من دعي إلى التحاكم إلى كتاب الله وإلى رسوله فصد عن رسوله كان منافقا"
2️⃣ تصحيحه للاثر حيث قال : "له شاهد من وجه آخر يصلح للاعتبار."
3️⃣ قوله ان الرواية لها طرق اخرى
4️⃣ تعويله على الامام احمد في تصحيح الرواية
5️⃣ نقله تفسير ابن ديحم كاملا خلافا لما اختصره ابن كثير
6️⃣ فيه الرد على من زعم ان ابن كثير ضعف الاثر
▪️شمس الدين ابن القيم 751 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت كما نقل عنه سليمان عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب 1233هـ حنبلي
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال ابن القيم عند قول الله تعالى{وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) } ما نصه :
👈👈هذا دليل على أن من دعي إلى تحكيم الكتاب والسنة، فلم يقبل، وأبى ذلك أنه من المنافقين.👉👉 ويصدون هنا لازم لا متعد، وهو بمعنى يعرضون، لا بمعنى يمنعون غيرهم، ولهذا أتى مصدره على صدودا، ومصدر المتعدي صدا. 👈👈فإذا كان المعرض عن ذلك قد حكم الله سبحانه بنفاقهم،👉👉 فكيف بمن ازداد إلى إعراضه منع الناس من تحكيم الكتاب والسنة، والتحاكم إليهما بقوله وعمله وتصانيفه؟! ثم يزعم مع ذلك أنه إنما أراد الإحسان والتوفيق؛ الإحسان في فعله ذلك، والتوفيق بين الطاغوت الذي حكمه، وبين الكتاب والسنة.
📗 تيسير العزيز الحميد ص964 طبعة دار الصميعي
وقال عند قوله تعالى {كيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62)} ما نصه:
قيل: المصيبة فضيحتهم إذا أنزل القرآن بحالهم، ولا ريب أن هذا أعظم المصيبة والإضرار فالمصائب التي تصيبهم بما قدمت أيديهم في أبدانهم 👈👈وقلوبهم وأديانهم بسبب مخالفة الرسول عليه الصلاة والسلام، أعظمها مصائب القلب والدين،👉👉 فيرى المعروف منكرا، والهدى ضلالا، والرشاد غيا، والحق باطلا، والصلاح فسادا، 👈👈وهذا من المصيبة التي أصيب بها في قلبه،👉👉 وهو الطبع الذي أوجبه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحكيم غيره، 👈👈قال سفيان الثوري في قوله: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة}. قال: هي أن تطبع على قلوبهم.👉👉
📗 تيسير العزيز الحميد ص964 طبعة دار الصميعي / مختصر الصواعق ص 451 / مدارج السالكين (353/1)
وقال ايضا عند قوله تعالى: {فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا}.
أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فيهم بثلاثة أشياء:
👈👈أحدها: الإعراض عنهم إهانة لهم، وتحقيرا لشأنهم، وتصغيرا لأمرهم لا إعراض متاركة وإهمال، وبهذا يعلم أنها غير منسوخة.
الثاني: قوله: وعظهم وهو تخويفهم عقوبة الله وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم إلى غير رسوله صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه.👉👉
الثالث: قوله: وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا، أي: يبلغ تأثيره إلى قلوبهم ليس قولا لينا لا يتأثر به المقول له، وهذه المادة تدل على بلوغ المراد بالقول، فهو قول يبلغ به مراد قائله من الزجر والتخويف ويبلغ تأثيره إلى نفس المقول له، ليس هو كالقول الذي يمر على الأذن صفحا.
📗 تيسير العزيز الحميد ص966 طبعة دار الصميعي
📗 تيسير العزيز الحميد ص964-966 طبعة دار الصميعي
🔔 كلام ابن القيم ليس في مصنف واحد بل جمعه سليمان عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب وليس جمع القائمين على الصفحة
✍️الشاهد:
1️⃣ حكمه على المتحاكمين للطاغوت بالنفاق
2️⃣ فسر المصيبة بوقوعها في القلب وهذا لا يكون الا للمنافق
3️⃣ استشهاده بكلام سفيان الثوري
4️⃣ نص على ان الاية غير منسوخة بل ورد على من يزعم انها منسوخة وحتى لو كانت منسوخة فهذا يبقى حجة عليكم فلو كان التحاكم للشريعة عبادة محضة وحق من حقوق الله الخالصة ما جاز فيه النسخ لان النسخ يقع على الحلال والحرام وليس على التوحيد الخالص فدل الاختلاف في وقوع النسخ فيها على انها ليست عبادة محضة
5️⃣ قوله "الثاني: قوله: وعظهم وهو تخويفهم عقوبة الله وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم إلى غير رسوله صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه"
6️⃣ سليمان عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب هو من جمع كلام ابن القيم من مصنفاته هكذا فدل على ان هذا ما فهمه منه بهذه الصيغة
▪️عماد الدين ابن كثير 774 هـ شافعي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال ابن كثير في تفسيره
👈👈ثم قال تعالى في ذم المنافقين:👉👉 {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم} أي فكيف بهم إذا ساقتهم المقادير إليك في مصائب تطرقهم بسبب ذنوبهم، واحتاجوا إليك في ذلك {ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} أي يعتذرون إليك ويحلفون ما أردنا بذهابنا إلى غيرك، وتحاكمنا إلى أعدائك إلا الإحسان والتوفيق، أي المداراة والمصانعة لا اعتقادا منا صحة تلك الحكومة، كما أخبرنا تعالى عنهم في قوله {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى} - إلى قوله- {فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} [المائدة: 52] .
وقد قال الطبراني: حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي، حدثنا أبو اليمان، حدثنا صفوان بن عمر عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان أبو برزة الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه، فتنافر إليه ناس من المسلمين، فأنزل الله عز وجل ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك- إلى قوله- إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا.
قال تعالى: {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم} 👈👈[أي] هذا الضرب من الناس هم المنافقون، والله يعلم ما في قلوبهم وسيجزيهم على ذلك، فإنه لا تخفى عليه خافية،👉👉 فاكتف به يا محمد فيهم، فإن الله عالم بظواهرهم وبواطنهم؛ ولهذا قال له: {فأعرض عنهم} أي: لا تعنفهم على ما في قلوبهم {وعظهم} أي: وانههم على ما في قلوبهم من النفاق وسرائر الشر {وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} أي: وانصحهم فيما بينك
📗 تفسير ابن كثير الطبعة الاولى 1431هـ الصادرة عن دار ابن الجوزي ج3 ص151
▪️مجير الدين عبد الرحمن العليمي 927 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
قال العليمي في تفسيره
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} وهو كعب بن الاشرف، سمي به؛ لافراطه في الطغيان. {وقد أمروا أن يكفروا به} اي بالطاغوت {ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} لا غاية له؛ فلا يهتدون. نزلت في بشر المنافق ويهودي كان بينهما حكومة، فطلب المنافق الحكومة الى ابن الاشرف فلطب اليهودي الحكومة الى النبي صلى الله عليه وسلم، فحكم صلى الله عليه وسلم على المنافق، فلم يرض، فأتيا عمر رضي الله عنه، فقال اليهودي: ان النبي صحكم لي، فلم يرض، فقال عمر للمنافق اكذلك؟ قال نعم، فقتله عمر، فقال هكذا افعل بمن لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله، فنزلت الاية، وقال جبريل عليه السلام : " ان عمر فرق بين الحق والباطل"، فسمي الفاروق
{وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول} للتحاكم 👈👈{رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} أي يعرضون عنك اعراضا.👉👉 قرأ الكسائي، وهشام، ورويس: (قِيلَ) بإشمام الضم
👈👈 {فكيف} يكون حالهم {بهم إذا أصابتهم مصيبة} من قتل عمر للمنافق.👉👉 {بما قدمت أيديهم} من التحاكم الى غيرك واتهامك في الحكم. {ثم جاءوك} أي يجيئونك يطلبون دية المقتول ثم {يحلفون بالله إن أردنا} بالمحاكمة الى عمر {إلا إحسانا} في القول {وتوفيقا} بين الخصمين ولم نرد مخالفتك.
{أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم} 👈👈من النفاق {فأعرض عنهم} لا تعاقيهم {وعظهم} بين الناس ليتوبوا👉👉 {وقل لهم في أنفسهم} اي في الخلاء {قولا بليغا} يبلغ منهم ويؤثر فيهم، وهو التخويف بالله تعالى، وتوعدهم بالقتل ان لم يؤمنوا
{وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} يعني بتيسيره وقضائه؛ اي: وما ارسلنا ؤسولا قط الا ليطاع، وبطاعته يطاع الله {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} بالتحاكم الى الطاغوت {جاءوك} معتذرين 👈👈{فاستغفروا الله} من نفاقهم👉👉 {واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} يقبل توبة التائبين.
📗 تفسير العليمي المسمى فتح الرحمن في تفسير القران ج2 ص146
✍️فائدة: يقال قتل عمر للمنافق وليس قتل عمر للمرتد
▪️محمد ابن عبدالوهاب 1206 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
كتاب التوحيد باب (38) قول الله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا}.
وقوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}.
وقوله: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين}.
وقوله: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به". قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح.
وقال الشعبي: "كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد - لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة. وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود لعلمه أنهم يأخذون الرشوة. فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه، فنزلت: {ألم تر إلى الذين يزعمون} " الآية.
وقيل: "نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف. ثم ترافعا إلى عمر. فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم. فضربه بالسيف فقتله".
📗 كتاب التوحيد
✍️فائدة: استشهاد الامام بقول الله تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" للتنبيه على ان التحاكم كبيرة ونفاق
وهذا ما عليه عامة الشراح
▪️عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب 1242 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال رحمه الله:
ويجب على كل مؤمن: الرضى بحكم الله ورسوله، ولا يجد في نفسه حرجا بما قضى الله ورسوله، سواء وافق عادته وهواه أو خالفهما؛ ومن كان في قلبه 👈👈مرض أو نفاق👉👉 انقاد للشرع فيما وافق هواه، وخالفه فيما يخالف هواه وعادته، وذلك من 👈👈خصال المنافقين،👉👉 الذين قال الله فيهم: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} [سورة النساء آية: 60] . ومن أراد غير حكم الله ورسوله، فقد أراد حكم الطاغوت. والعجب ممن يسمع كلام الكفر والنفاق في مجلسه، ولا ينكر على من قاله، بل يسكت عنه، فيكون شريكا له في الإثم.
📗 الدرر السنية ج8 ص61
✍️الشاهد قوله
ذلك من خصال المنافقين، الذين قال الله فيهم: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} [سورة النساء آية: 60] .
فالتحاكم الى الطاغوت نفاق وكبيرة وليس كفر مخرج من الملة
▪️سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب 1233 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
📗 قال في معرض شرحه باب التحاكم الى الطاغوت ما نصه
ص 962 ومن لوازم ذلك متابعته وتحكيمه في موارد النزاع، 👈👈وترك التحاكم الى غيره، كالمنافقين الذي يدعون الايمان به،👉👉 ويتحاكمون الى غيره، وبهذا يتحقق العبد بكمال التوحيد وكمال المتابعة، وذلك هو كمال سعادته وهو معنى الشاهدتين
إذا تبين هذا فمعنى الآية المترجم لها: أن الله تبارك وتعالى أنكر على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله، وعلى الأنبياء قبله، وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله، كما ذكر المصنف في سبب نزولها.
ص 964 قال ابن القيم: 👈👈هذا دليل على أن من دعي إلى تحكيم الكتاب والسنة، فلم يقبل، وأبى ذلك أنه من المنافقين.👉👉 ويصدون هنا لازم لا متعد، وهو بمعنى يعرضون، لا بمعنى يمنعون غيرهم، ولهذا أتى مصدره على صدودا، ومصدر المتعدي صدا. 👈👈فإذا كان المعرض عن ذلك قد حكم الله سبحانه بنفاقهم،👉👉 فكيف بمن ازداد إلى إعراضه منع الناس من تحكيم الكتاب والسنة، والتحاكم إليهما بقوله وعمله وتصانيفه؟! ثم يزعم مع ذلك أنه إنما أراد الإحسان والتوفيق؛ الإحسان في فعله ذلك، والتوفيق بين الطاغوت الذي حكمه، وبين الكتاب والسنة.
ص 965 وقال ابن القيم قيل: المصيبة فضيحتهم إذا أنزل القرآن بحالهم، ولا ريب أن هذا أعظم المصيبة والإضرار فالمصائب التي تصيبهم بما قدمت أيديهم في أبدانهم 👈👈وقلوبهم وأديانهم بسبب مخالفة الرسول عليه الصلاة والسلام، أعظمها مصائب القلب والدين،👉👉 فيرى المعروف منكرا، والهدى ضلالا، والرشاد غيا، والحق باطلا، والصلاح فسادا، 👈👈وهذا من المصيبة التي أصيب بها في قلبه،👉👉 وهو الطبع الذي أوجبه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحكيم غيره، 👈👈قال سفيان الثوري في قوله: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة}. قال: هي أن تطبع على قلوبهم.👉👉
👈👈قلت فإذا كان هذا حال المنافقين يعتذرون عن أمرهم، ويلبسونه لئلا يظن أنهم قصدوا المخالفة لحكم النبي صلى الله عليه وسلم أو التسخط، فكيف بمن يصرح بما كان المنافقون يضمرونه👉👉 حتى يزعم أنه من حكم الكتاب والسنة في موارد النزاع، فهو إما كافر وإما مبتدع ضال!؟ 👈👈وفعل المنافقين الذي ذكره الله عنهم في هذه الآية👉👉 هو بعينه الذي يفعله المحرفون للكلم عن مواضعه الذين يقولون: إنما قصدنا التوفيق بين القواطع العقلية بزعمهم التي هي الفلسفة والكلام، وبين الأدلة النقلية، ثم يجعلون الفلسفة التي هي سفاهة وضلالة الأصل، ويردون بها ما أنزل الله على رسوله من الكتاب والحكمة، زعموا أن ذلك يخالف الفلسفة التي يسمونها القواطع، فتطلبوا له وجوه التأويلات البعيدة، وحملوه على شواذ اللغة التي لا تكاد تعرف.🔔🔔🔔
وقال ايضا ص 966 {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم} قال ابن كثير 👈👈[أي] هذا الضرب من الناس هم المنافقون، والله يعلم ما في قلوبهم وسيجزيهم على ذلك، فإنه لا تخفى عليه خافية، فاكتف به يا محمد فيهم، فانه عالم ببواطنهم وظواهرهم👉👉
وقوله تعالى: {فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} [النساء:63].
قال ابن القيم: أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فيهم بثلاثة أشياء:
👈👈أحدها: الإعراض عنهم إهانة لهم، وتحقيرا لشأنهم، وتصغيرا لأمرهم لا إعراض متاركة وإهمال، وبهذا يعلم أنها غير منسوخة.
الثاني: قوله: وعظهم وهو تخويفهم عقوبة الله وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم إلى غير رسوله صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه.👉👉
الثالث: قوله: وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا، أي: يبلغ تأثيره إلى قلوبهم ليس قولا لينا لا يتأثر به المقول له، وهذه المادة تدل على بلوغ المراد بالقول، فهو قول يبلغ به مراد قائله من الزجر والتخويف ويبلغ تأثيره إلى نفس المقول له، ليس هو كالقول الذي يمر على الأذن صفحا.
ثم قال في ص 984 :
قال سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب في شرحه على كتاب التوحيد:
قال المصنف (اي محمد بن عبدالوهاب) : وقيل: نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله.
شرح: هذه القصة قد رويت من طرق متعددة من أقربها لسياق المصنف ما رواه الثعلبي وذكره البغوي عن ابن عباس في قوله: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا ... } ١. قال: نزلت في رجل من المنافقين يقال له: بشير خاصم يهوديا فدعاه اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف، ثم إنهما احتكما للنبي صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي فلم يرض المنافق، وقال:
تعال نتحاكم إلى عمر بن الخطاب فقال اليهودي لعمر: قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرض بقضائه. فقال للمنافق: أكذلك؟ قال نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما، فدخل عمر فاشتمل على سيفه، ثم خرج فضرب عنق المنافق حتى برد، ثم قال: هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله، فنزلت.
وروى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، هذه القصة عن مكحول وقال في آخرها: فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن عمر قد قتل الرجل، وفرق الله بين الحق والباطل على لسان عمر، فسمي الفاروق.
👈👈👈 ورواه أبو إسحاق بن دحيم في تفسيره على ما ذكره شيخ الإسلام، وابن كثير، ورواه ابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود، وذكر القصة، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن" فأنزل الله {فلا وربك لا يؤمنون ... } الآية،١ فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله، فكره الله أن يسن ذلك بعد، فقال: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم.. .} ٢ إلى قوله: {وأشد تثبيتا} ٣.
وبالجملة فهذه القصة مشهورة متداولة بين السلف والخلف تداولا يغني عن الإسناد، ولها طرق كثيرة، ولا يضرها ضعف إسنادها.👉👉👉
📗 تيسير العزيز الحميد ص984 طبعة دار الصميعي
✍️وجه الشاهد
1️⃣ عول على تصحيح ابن تيمية للاثر
2️⃣ هو لا يعتبر ابن كثير يضعف اصل الرواية وفيه رد على من يزعم ان ابن كثير يضعفها
3️⃣ قوله "وبالجملة فهذه القصة مشهورة متداولة بين السلف والخلف تداولا يغني عن الإسناد، ولها طرق كثيرة، ولا يضرها ضعف إسنادها."
ثم قال ص 986 وفي القصة من الفوائد: أن الدعاء إلى تحكيم غير الله ورسوله من صفات المنافقين، ولو كان الدعاء إلى تحكيم إمام فاضل، ومعرفة أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان عليه من العلم والعدل في الأحكام.
📗 تيسير العزيز الحميد ص959-986 طبعة دار الصميعي
1️⃣ جعله التحاكم للطاغوت نفاق وليس كفر في اكثر من موضع
2️⃣ تعوليه على ابن تيمية وابن القيم وابن كثير في اغلب ما قاله
3️⃣ عند علامة 🔔🔔🔔 فيه تكفير للاشاعرة وستجد تعقب لطيف في التعليقات لكي لا اطيل هنا لمن احب
4️⃣ ما قاله شرح لكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب فهو رايه وراي الشيخ
عند علامة 🔔🔔🔔 كلام مهم حيث قال "كيف بمن يصرح بما كان المنافقون يضمرونه حتى يزعم أنه من حكم الكتاب والسنة في موارد النزاع، فهو إما كافر وإما مبتدع ضال!؟" وهو عين قول متأخري الاشاعرة وقد صرح ان فعلهم اشد من فعل المنافقين، واما قوله "وفعل المنافقين الذي ذكره الله عنهم في هذه الآية هو بعينه الذي يفعله المحرفون للكلم عن مواضعه الذين يقولون: إنما قصدنا التوفيق بين القواطع العقلية بزعمهم التي هي الفلسفة والكلام،" فهذا ينطبق على جميع اهل الكلام من جهمية ومعتزلة وماتوريدية وكلابية ومتقدمي الاشاعرة ومتأخريهم وهو تكفير صريح لانهم حكموا الطاغوت على اصل التوحيد
▪️عبد الرحمن بن حسن 1285 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
📗 قال في حاشيته المسماة قرة عيون الموحدين:
قوله: {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا}، 👈👈فإن المنافق يكره الحق وأهله ويهوى ما يخالفه من الباطل، وهذه حال أهل النفاق. قال العلامة ابن القيم: هذا دليل على أن من دعي إلى تحكيم الكتاب والسنة فأبى أنه من المنافقين -👉👉 "قلت ": فما أكثرهم لا كثرهم الله - قال: و"يصدون" لازم وهو بمعنى يعرضون؛ لأن مصدره "صدودا" فما أكثر من اتصف بهذا الوصف خصوصا من يدعي العلم، فإنهم صدوا عما توجبه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله إلى أقوال من يخطئ كثيرا ممن ينتسب إلى مذهب من مذاهب الأربعة في تقليدهم من لا يجوز تقليده فيما يخالف الدليل، فصار المتبع للرسول صلي الله عليه وسلم من أولئك غريبا، وقد عمت البلوى بهذا.
قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} . قال أبو العالية في الآية: يعني لا تعصوا في الأرض؛ لأن من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض؛ لأن صلاح الأرض والسماء إنما هو بطاعة الله ورسوله. 👈👈ومناسبة الآية للترجمة أن التحاكم إلى غير الله ورسوله من أعمال المنافقين، وهو من الفساد في الأرض،👉👉 وفي الآية التنبيه على عدم الاغترار بأقوال أهل الأهواء وإن زخرفوها بالدعوى.
📗 وقال في فتح المجيد:
{وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} .
أن التحاكم إلى الطاغوت مما يأمر به الشيطان ويزينه لمن أطاعه، ويبين أن ذلك مما أضل به الشيطان من أضله; وأكده بالمصدر، ووصفه بالبعد، فدل على أن ذلك من أعظم الضلال وأبعده عن الهدى.
ففي هذه الآية أربعة أمور:
الأول: أنه من إرادة الشيطان. الثاني: أنه ضلال. الثالث: تأكيده بالمصدر. الرابع: وصفه بالبعد عن سبيل الحق والهدى. فسبحان الله ما أعظم هذا القرآن وما أبلغه! وما أدله على أنه كلام رب العالمين، أوحاه إلى رسوله الكريم، وبلغه عبده الصادق الأمين -صلوات الله وسلامه عليه-.
قوله: {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} . 👈👈بين تعالى أن هذه صفة المنافقين، وأن من فعل ذلك أو طلبه، وإن زعم أنه مؤمن فإنه في غاية البعد عن الإيمان.
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى-: " هذا دليل على أنه من دعي إلى تحكيم الكتاب والسنة فأبى أنه من المنافقين".👉👉
قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} . قال أبو العالية في الآية: يعني لا تعصوا في الأرض؛ لأن من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض؛ لأن صلاح الأرض والسماء إنما هو بطاعة الله ورسوله .... 👈👈ومناسبة الآية للترجمة: أن التحاكم إلى غير الله ورسوله من أعمال المنافقين، وهو من الفساد في الأرض.👉👉
📗 حاشية كتاب التوحيد قرة المسماة بـ "قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين" تحقيق ابو البخاري الصادر عن مكتبة الرشد ص 190
📗 الموضع الاخر هو فتح المجيد شرح كتاب التوحيد تحقيق عبدالقادر الارناؤوط الصادر عن مكتبة دار البيان ص 468
✍️الشاهد
1️⃣ جعله التحاكم للطاغوت نفاق وليس كفر في اكثر من موضع
2️⃣ تعوليه على ابن القيم والشيخ محمد بن عبدالوهاب
3️⃣ كرر للاهمية بمكان ان استشهاد الشيخ بقول الله تعالى {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} لان الشيخ يرى ان التحاكم للطاغوت نفاق وليس كفر كما يدعي البعض
4️⃣ ما قاله شرح لكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب فهو رايه وراي الشيخ
▪️حمد بن عتيق 1301 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال الشيخ حمد بن عتيق:
وقد بين الله ان هذا من العلامات على مرض القلوب، وعلى الريب في الدين، وهو الشك وان صاحبه قد اتهم ربه وتهم نبيه بالحيف، فلذلك اخبر ان هذا الصنف هم الظالمون، فعظم ظلمهم بضمير الفصل واداة التعريف.
وقال تعالى {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا}[النساء:61] 👈👈فبين ان من صد عمن دعاه الى التحاكم الى شريعة الاسلام فهو من المنافقين....👉👉
والادلة على هذه كثيرة وكلها تبين ان الايمان لا يحصل مع عدم تحكيم الرسول، ثم الانقياد لحكمخ والرضى والتسليم، ومن اكبر البلايا واعظم الرزايا ان يكون الانسان قد ارتكب هذه القواصم، 👈👈وخرج من دائرة الايمان، وصار من اهل الفسوق والعصيان،👉👉 وهو مع ذلك يدعي انه من المؤمنين.
📗 هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن عتيق، المراسلة الرابعة في تحكيم الشريعة والعدل بين الرعية ص141 و142
✍️الشاهد
1️⃣ جعله التحاكم للطاغوت نفاق وليس كفر ولهذا قال "وخرج من دائرة الايمان، وصار من اهل الفسوق والعصيان،" ولم يقل كافر
▪️اسحاق بن حمد بن عتيق 1343 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
في حاشيته على كتاب التوحيد قال في تبويب الشيخ
باب (38) قول الله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا}
حيث قال ومناسبة الاية للترجمة (يقصد استشهاد المؤلف بقول الله تعالى {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون}) ان التحاكم الى غير الله ورسوله من اعمال المنافقين وهو من الفساد في الارض
وقال ايضا: قوله {وإذا قيل لهم تعالوا} الاية، بين -تعالى- ان هذه صفة المنافقين، ويصدون بمعنى يعرضون
📗 حاشية كتاب التوحيد للشيح اسحاق بن حمد بن عتيق ص 132
✍️الشاهد
1️⃣ جعله التحاكم للطاغوت نفاق وليس كفر
2️⃣ تعوليه على الشيخ محمد بن عبدالوهاب في جعل المتحاكم منافق وليس كافر
▪️سليمان بن سحمان 1349 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال رحمه الله بعد أن نقل عن الإمام ابن القيم والشيخ عبد اللطيف التفصيل في نوعي الكفر (العملي والإعتقادي) :
✍️ فانظر رحمك الله إلى ما ذكره العلماء من أن 👈👈الكفر نوعان👉👉 ،كفر اعتقاد وجحود وعناد، فأما كفر الجحود والعناد فهو أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحوداً وعناداً من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه التي أصلها توحيده وعبادته وحده لا شريك له، وهذا مضاد للإيمان من كل وجه، وأما النوع الثاني فهو كفر عمل، وهو نوعان أياً كان: مخرج من الملة و غير مخرج منها، فأما النوع الأول فهو يضاد الإيمان كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي وسبه، 👈👈والنوع الثاني كفر عمل لا يخرج من الملة كالحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة، فهذا كفر عمل لا كفر اعتقاد،👉👉 وكذله قوله: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"، وقوله: "من أتى كاهناً فصدقه وأتى امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل الله على محمد -صلى الله عليه وسلم- " فهذا من الكفر العملي وليس كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه وإن كان الكل يطلق عليه الكفر الى اخر ما ذكر حمه الله، 👈👈لكن ينبغي أن يعلم أن من تحاكم إلى الطواغيت أو حكم بغير ما أنزل الله، واعتقد أن حكمهم أكمل وأحسن من حكم الله ورسوله، فهذا ملحق الكفر الاعتقادي المخرج عن الملة كما هو مذكور في نواقض الإسلام العشرة، وأما من لم يعتقد ذلك لكن تحاكم إلى الطاغوت وهو يعتقد أن حكمه باطل فهذا من الكفر العملي.👉👉
🔔 [ثم أكمل التفصيل في المسألة ،وذكر أن الإيمان له أصل وشعب وكذلك أن الكفر له أصل وشعب وأن المعاصي من شعب الكفر، وبعد أن انتهى من التفصيل بدأ فصلاً جديداً مختصراً] فقال رحمه الله :
✍️ فصل: حكم التحاكم إلى الطاغوت
وأما المسألة الثانية وهو قول السائل: ما التحاكم إلى الطاغوت الذي يكفر به من فعله من الذي لا يكفر؟
فالجواب أن نقول: قد تقدم الجواب عن هذه المسألة مفصلاً في كلام شمس الدين بن القيم وكلام شيخنا فراجعه، 👈👈واعلم أن هذه المسألة مزلة أقدم ومفضلة أفهام، فعليك بما كان عليه السلف الصالح والصدر الأول والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.👉👉
📗 إرشاد الطالب صـ8-10
📗 كشف غياهب الظلام - صـ314-316
✍️الشاهد
1️⃣ كلامه واضح وضوح الشمس في ان التحاكم ليس كفر بالله
2️⃣ تعوليه على ابن القيم وعبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن
3️⃣ تنبيهه لاهمية اتباع السلف والاكتفاء بهم
▪️توضيح لما فهمه البعض على غير مراده من كلام سليمان بن سحمان وحمد بن عتيق
القائمين على مكتبة الهمة يقتصون كلام سليمان بن سحمان ويختصرونه اختصارا مخلا حيث يكتفون بنقل قوله:
إذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر، فقد ذكر الله في كتابه أن الكفر أكبر من القتل، قال: {والفتنة أكبر من القتل} ، وقال: {والفتنة أشد من القتل} ، والفتنة: هي الكفر; فلو اقتتلت البادية والحاضرة، حتى يذهبوا، لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتا، يحكم بخلاف شريعة الإسلام، التي بعث الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم....فلو ذهبت دنياك كلها، لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها، ولو اضطرك مضطر وخيرك، بين أن تحاكم إلى الطاغوت، أو تبذل دنياك، لوجب عليك البذل، ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوت; والله أعلم، وصلى الله على محمد، وآله وسلم تسليما كثيرا.
✍️ قلت وفي هذا بتر للكلام واختصار مخل وكذب على الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله ونسب قول لا يقول هو به
⬅️ والرد عليهم على وجه الاختصار ان كلام ابن سحمان الذي بتر في اوله كان يتحدث عن المستحل
وليعلم ان الشيخ سليمان بن سحمان وحمد بن عتيق لا يكفرون المتحاكم بكلام صريح لا لبس فيه كما قد ذكر بالأعلى
📗 الكلام مبتورا تجده في مطويات مكتبة الهمة بعنوان "التحاكم الاحكام الوضعية .. التشريعات الباطلة ص 3 والصورة مرفقة بالاسفل
📗 الرسالة التي حرفت موجودة كاملة في الدرر السنية ج 10 صـ502—511

توضيح لموضع الاقتصاص الذي يمارسه البعض على كلام سليمان بن سحمان وكذا سوء فهم لكلام حمد بن عتيق
سبق ونقلنا كذب القوم على سليمان بن سحمان وان شاء الله سنوضح موضع البتر
🔔 والرسالة مصورة اسفل المنشور
قد يطرح سؤال وهو:⁉️ هل ابن سحمان متناقض ام له قول قديم واخر جديد ام الكلام فيه تفصيل!!!
ج ✅ ليس متناقض فهو صرح فيما نقلناه انه يكفر المستحل وفي الرسالة المبتورة كان يتكلم على اقوام معاصرين كانوا يستحلون التحاكم للطاغوت بل وزادوا على الاستحلال طوام غيرها ومصداق قولي هو كلامه في اول الرسالة الذي يبتره القوم
يقول ص 504 بعد أن عرف معنى الطاغوت من كلام العلماء: (قال شيخ الإسلام: "👈👈ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر ومن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلا من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر؛👉👉 فإنه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل؛ وقد يكون العدل في دينها، ما رآه أكابرهم، بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام، يحكمون بعاداتهم التي لم ينْزلها الله، كسوالف البوادي، وكأوامر المطاعين في عشائرهم، 👈👈ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به، دون الكتاب والسنة، وهذا هو الكفر. 👉👉
👈👈فإن كثيرا من الناس أسلموا،👉👉 ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية، التي يأمر بها المطاعون في عشائرهم؛ فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله، فلم يلتزموا ذلك، 👈👈بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله، فهم كفار، انتهى. 👉👉
وفيه بيان كفر الحاكم نفسه، والمتحاكمين على الوجه الذي ذكره، وكذا من لم يعتقد وجوب ما أنزل الله، وإن لم يكن حاكما ولا متحاكما، فتأمله; ذكره عند قوله تعالى:
{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون})
قلت ✍️ فضع ألف خط تحت قوله: (على الوجه الذي ذكره) يعني طاعة في الكفر الأكبر حصراً وليس في مطلق التحاكم (الطاعة). والوجه الذي ذكره اجتمعت فيه ثلاث خصال
1️⃣ لم يعتقدوا وجوب التحاكم للشرع
2️⃣ يرون وجوب التحاكم لسوالف البوادي
3️⃣ ابن تيمية قال "فإن كثيرا من الناس أسلموا، ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية،" فسماهم مسلمين ولم يكفر الا المستحل والجاحد
وقال ص505 بعد ان ذكر حال التتر واستحلالهم التحاكم لغير الشرع:
وما ذكرناه من عادات البوادي، التي تسمى "شرع الرفاقة" هو من هذا الجنس، من فعله فهو كافر، يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير..[الى ان قال]...فقوله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} الآية، بيان بأن من زعم الإيمان بالله وبرسوله، وهو يحكم غير شريعة الإسلام، 👈👈فهو كاذب منافق، ضال عن الصراط المستقيم،👉👉 كما قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}، فأقسم بنفسه: أن الخلق لا يؤمنون، حتى يحكموا الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النِّزاع؛ فإذا حكم انتفى الحرج باطنا، وحصل التسليم الكامل ظاهرا؛ فمن لم يحصل منه ذلك فالإيمان منتف عنه.
قلت ✍️ في نفس الرسالة التي يستشهد بها القوم سمى المتحاكم منافق وليس كافر لان كلامه في سياق تفسير عام للاية وليس في سياق الحكم على المعينين
وقال ص508:
واعلم: أنه ما دعا داع إلى حق، إلا كان للشيطان شبهة عنده، يصد بها الناس عنه، ومن ذلك أنه إذا قيل لأهل الطاغوت: ارجعوا إلى حكم الله ورسوله، واتركوا أحكام الطواغيت، قالوا: إنا لا نفعل ذلك إلا خوفا من أن يقتل بعضنا بعضا، فإني إذا لم أوافق صاحبي، على التحاكم إلى "شرع الرفاقة" قتلني أو قتلته..[الى ان قال]..فمن اعتقد أن تحكيم شريعة الإسلام، يفضي إلى القتال والمخالفة، وأنه لا يحصل الاجتماع والألفة، إلا على حكم الطاغوت، فهو كافر عدو لله ولجميع الرسل؛ فإن هذا حقيقة ما عليه كفار قريش، الذين يعتقدون أن الصواب ما عليه آباؤهم، دون ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم.
قلت ✍️ فاهل البادية الذين قصدهم الشيخ جمعوا مع الاستحلال اعتقاد فساد الشريعة وانها تقضي الى الاقتتال والخراب وهذا كفر على كفرهم
📗 الرسالة التي حرفت موجودة كاملة في الدرر السنية ج 10 صـ502—511
✍️ قلت وكل هذا اخفاه اهل الزيغ ليوهموا الناس انهم مقلدين لابن سحمان وهو في نفس الرسالة يسمي المتحاكم منافق ولا يكفر الا المستحل






▪️نقض استشهاد القوم بكلام ابن عتيق بما قال فيه رسالة سبيل النجاة والفكاك
سبق ونقلنا كلام ابن عتيق في عدم تكفير المتحاكم للطاغوت
واستشهاد القوم ببعض ما قاله عن تكفير اهل البواد لانهم تحاكموا للطاغوت لا معنى له لانه خصصهم بالتكفير دون غيرهم كونهم يرون وجوب التحاكم لغير الشرع (وهذا ما حكاه عنهم ابن سحمان في المنشور السابق) كما يرون ان تطبيق الشريعة سيتسبب بالفاسد وسفك الدماء ويعدلون عنها
✍️ قلت وليس كل من تحاكم للطاغوت مثلهم فهو كتب في الرسالة التي احلنا اليها انتشار التحاكم لغير الشريعة ومع هذا لم يكفرهم انما خص التكفير باقوام معينين في رسالة مستقلة
وكلام ابن سحمان عنهم سبق ونقلناه
🔔يلاحظ تقارب كلام ابن عتيق وابن سحمان في القوم

▪️عبد الرحمن بن ناصر السعدي 1371 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) }
👈👈يعجب تعالى عباده من حالة المنافقين.👉👉 {الذين يزعمون أنهم} مؤمنون بما جاء به الرسول وبما قبله، ومع هذا {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت} وهو كل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت.
والحال أنهم {قد أمروا أن يكفروا به} فكيف يجتمع هذا والإيمان؟ فإن الإيمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه في كل أمر من الأمور، فمن زعم أنه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله، فهو كاذب في ذلك. وهذا من إضلال الشيطان إياهم، ولهذا قال: {ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} عن الحق.
{فكيف} يكون حال هؤلاء الضالين {إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم} من المعاصي ومنها تحكيم الطاغوت؟!
{ثم جاءوك} معتذرين لما صدر منهم، ويقولون: {إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا} أي: ما قصدنا في ذلك إلا الإحسان إلى المتخاصمين والتوفيق بينهم، وهم كذبة في ذلك. فإن الإحسان كل الإحسان تحكيم الله ورسوله {ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} .
ولهذا قال: {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم} أي: من النفاق والقصد السيئ. {فأعرض عنهم} 👈👈أي: لا تبال بهم ولا تقابلهم على ما فعلوه واقترفوه.👉👉 {وعظهم} أي: بين لهم حكم الله تعالى مع الترغيب في الانقياد لله، والترهيب من تركه {وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} أي: انصحهم سرا بينك وبينهم، فإنه أنجح لحصول المقصود، وبالغ في زجرهم وقمعهم عما كانوا عليه، و👈👈في هذا دليل على أن مقترف المعاصي وإن أعرض عنه فإنه ينصح سرا، ويبالغ في وعظه بما يظن حصول المقصود به.👉👉
📗 تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (تفسير السعدي) ص 318 الصادر عن دار ابن الجوزي
▪️فيصل بن عبدالعزيز ال مبارك 1376 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (65) }
في كتابه القصد السديد على كتاب التوحيد قال في تبويب الشيخ
باب (38) قول الله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا}
حيث قال رحمه الله
{ألم تر إلى ٱلذین یزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إلیك وما أنزل من قبلك یریدون أن یتحاكموا إلى ٱلطـٰغوت وقد أمروا أن یكفروا بهۦ} الطاغوت ههنا ما سوى كتاب الله وسنة رسوله من الباطل
{ویرید ٱلشیطـٰن أن یضلهم ضلـٰلا بعیدا (60) وإذا قیل لهم تعالوا إلىٰ ما أنزل ٱلله وإلى ٱلرسول رأیت ٱلمنـٰفقین یصدون} يعرضون {عنك صدودا - فكیف} يكون حالهم {إذا أصـٰبتهم مصیبة} احتاجوا اليك في دفعها. {بما قدمت أیدیهم} بسبب شؤم ذنوبهم. {ثم جاءوك} حين يصابون للعذر منك. {یحلفون بٱلله إن أردنا} ما أردنا من تحاكمنا الى غيرك. {إلا إحسـٰنا وتوفیقا} أي احسانا الى خصومنا وتوفيقا بين الخصمين لا مخالفتك. 👈👈{أولـٰىٕك ٱلذین یعلم ٱلله ما فی قلوبهم} من النافق.👉👉
👈👈{فأعرض عنهم} فلا تعنفهم. {وعظهم} انصحهم. {وقل لهم فی أنفسهم قولا بلیغا} اي انصحهم فيما بينك وبينهم بكلام بليغ مخوف لهم.👉👉
{وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع} فيما حكم، لا ليطلب الحكم من غيره. {بإذن الله} أي بأمره {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} بمثل التحاكم الى غيرك {جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما - فلا وربك لا يؤمنون} لا مزيدة لتاكيد القسم {حتى يحكموك فيما شجر بينهم} اختلف واختاط بينهم {ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا} ضيقا {مما قضيت ويسلموا تسليما} اي ينقادوا الى الامر انقيادا.
👈👈قوله : "وقوله تعالى {وإذا قيل لهم}" أي المنافقين👉👉 {لا تفسدوا في الأرض} بالكفر والمعصية واظهار اسرار المؤمنين مع الكفار. الى اخر ما قال رحمهما الله
📗 القصد السديد على كتاب التوحيد ص 183
▪️محمد بن ابراهيم ال الشيخ 1389 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
وكذلك ما هو أهم من ذلك ما يدخله الملحدون والزنادقة والمستشرقون وغيرهم في أفكار بعض المسلمين في تشكيكهم في أصل دينهم، وتضليلهم عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وشريعته، وتحكيم القوانين الوضعية المخالفة للشريعة الإسلامية. وأهم ذلك معرفة أصل التوحيد الذي بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، وتحقيقه علما وعملا ومحاربة ما يخالفه من الشرك الأكبر الذي يخرج من الملة، أو من
أنواع الشرك الأصغر. وهذا هو تحقيق معنى لا إله إلا الله. وكذلك تحقيق معنى محمد رسول الله: من تحكيم شريعته، والتقيد بها، ونبذ ما خالفها من القوانين والأوضاع وسائر الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي من حكم بها أو حاكم إليها معتقدا صحة ذلك وجوازه فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، 👈👈وإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملة. 👉👉
(ص-ف62 -1 في 9-1-1385هـ)
📗 فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ ج1 صـ78-79-80
🔔 تنبيه في رسالة تحكيم القوانين خطأ تراجع عنه الشيخ في هذه الرسالة وخطأ الذي تراجع عنه الشيخ هو جعل الحكم بالقوانين كفر اكبر وفي الرسالة قيده بالاستحلال وهو الصواب
🔔 مصداق التراجع ان رسالة تحكيم القوانين طبعت سنة 1380 والرسالة التي احلنا اليها حررها سنة 1385 وان الرسالة التي احلنا اليها بوب عليها تلميذه عبدالرحمن بن القاسم في كتاب التوحيد اما رسالة تحكيم القوانين فذكرها في كتاب القضاء

▪️سليمان بن عبد الرحمن الحمدان 1397 هـ حنبلي لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال تعالى في سورة النساء:
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف بهم إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63) وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (65) }
قال رحمه الله في كتابه الدر النضيد (حاشية لكتاب التوحيد)
قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ
الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} قال ابن القيم: «هذا دليل على أن من دُعي إلى التحاكم إلى الكتاب والسنة فأبى أنه من المنافقين.
قوله: {يَصُدُّونَ} لازم وهو بمعنى يعرضون؛ لأن مصدره صدوداً فما أكثر من اتصف بهذا الوصف خصوصاً من يدّعي العلم، فإنهم صدوا عما توجبه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله إلى أقوال من يخطئ كثيراً ممن ينتسب إلى الأئمة الأربعة في تقليدهم من لا يجوز تقليده واعتمادهم على قول من لا يجوز الاعتماد على قوله، ويجعلون قوله المخالف لنص الكتاب والسنة وقواعد الشريعة هو المعتمد عندهم الذي لا تصح الفتوى إلا به فصار المتبع لسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين أولئك غريباً». انتهى.
وقوله: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} قال ابن القيم: المصيبة فضيحتهم إذ أنزل القرآن بحالهم، ولا ريب أن المصائب التي تصيبهم بما قدمت أيديهم في أبدانهم وقلوبهم وأديانهم بسبب مخالفة الرسول أعظمها مصائب القلب والدين، فيرى المعروف منكراً، والهدى ضلالاً، والرشاد غيّاً، والجود باطلاً، والصلاح فساداً، وهذا من المصيبة التي أصيب بها في قلبه.
وقوله: {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} أي المداراة والمصانعة وتوفيقاً بين الخصمين.
وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} قال ابن كثير: «أي هذا الضرب من الناس هم المنافقون، والله أعلم بما في قلوبهم وسيجزيهم على ذلك».
وقوله: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا} قال ابن القيم: «أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيهم بثلاثة أشياء: أحدها: الإعراض عنهم إهانة لهم وتحقيراً لشأنهم وتصغيراً لأمرهم لا إعراض متاركة وإهمال، وبهذا يعلم أنها غير منسوخة.
والثاني: قوله: {وَعِظْهُمْ} وهو تخويفهم عقوبة الله وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم إلى غير رسوله وما أُنزل عليه.
والثالث: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا} أي يبلغ تأثيره إلى قلوبهم، ليس قولاً ليناً لا يتأثر به المقول له، وهذه المادة تدل على بلوغ المراد بالقول، فهو قول يبلغ به مراد قائله من الزجر والتخويف، وهذا القول البليغ يتضمن ثلاثة أمور:
أحدها: عظم معناه وتأثر النفوس به.
الثاني: فخامة لفظه وجزالته.
الثالث: كيفية القائل في إلقائه إلى المخاطَب، فإن القول كالسهم والقلب كالقوس الذي يدفعه وكالسيف والقلب كالساعد الذي يضرب به». انتهى.
قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} قال أبوالعالية في الآية {لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ} يعني: لا تعصوا في الأرض؛ لأن من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء إنما هو بطاعة الله ورسوله، ومناسبة الآية للترجمة أن التحاكم إلى غير الله ورسوله من أعمال المنافقين وهو من الفساد في الأرض. قاله في «فتح المجيد» *.
وفيه: معرفة تفسير آية البقرة {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ}. قاله المصنف رحمه الله.
عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواهُ تبعاً لما جئت به» قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح
ومناسبة الحديث للترجمة بيان الفرق بين أهل الإيمان وأهل النفاق والمعاصي في أقوالهم وأفعالهم وإراداتهم. قاله في «فتح المجيد» *.
📗 حاشية الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحمدان على كتاب التوحيد المسماة الدر النضيد على ابواب التوحيد ص247 وما بعدها
تفسير آية التحاكم بكفر دون كفر
" {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} " المائدة
▪️(1) التابعي سعيد بن جبير كما حكاه عنه الحافظ الاجري حيث قال في رحمه الله :
حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا المثنى بن أحمد قال: حدثنا عمرو بن خالد قال: حدثنا ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، في قوله تعالى: {وأخر متشابهات} [آل عمران: 7] قال: " أما المتشابهات: فهن آي في القرآن يتشابهن على الناس إذا قرءوهن، من أجل ذلك يضل من ضل ممن ادعى هذه الكلمة , كل فرقة يقرءون آيات من القرآن، ويزعمون أنها لهم أصابوا بها الهدى 👈👈ومما تتبع الحرورية من المتشابه قول الله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44] 👉👉ويقرءون معها: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} [الأنعام: 1] فإذا رأوا الإمام يحكم بغير الحق قالوا: قد كفر , ومن كفر عدل بربه فقد أشرك فهؤلاء الأئمة مشركون، فيخرجون فيفعلون ما رأيت؛ لأنهم يتأولون هذه الآية "
📗 (الشريعة للامام الاجري جزء 1 ص341 )
الشاهد قوله ومما تتبع الحرورية من المتشابه ثم ذكر الاية
▪️(2) الحافظ الاجري قال رحمه الله:
باب ذم الخوارج وسوء مذاهبهم , وإباحة قتالهم وثواب من قتلهم أو قتلوه قال محمد بن الحسين: لم يختلف العلماء قديما وحديثا أن الخوارج قوم سوء عصاة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإن صلوا وصاموا، واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، نعم , ويظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموهون على المسلمين، وقد حذرنا الله تعالى منهم، وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده، وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان، 👈👈والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين👉👉
📗 (الشريعة للامام الاجري جزء 1 ص325 )
الشاهد الاول قوله باب ذم الخوارج وسوء مذاهبهم ثم ذكر الاثر عن سعيد بن جبير انهم يستشهدون بهذه الاية
الشاهد الثاني قوله "من كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا" ويفهم منه ان هذا التفسير ليس خاصا بالخوارج الذين حاربهم علي رضي الله عنه
▪️(3) أبو المظفر السمعاني حيث قال رحمه الله:
اعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية (يقصد قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44]) ويقولون من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وأهل السنة لا يكفرون بترك الحكم. اهـ
📗 (تفسير السمعاني جزء 2 ص 42 )
▪️(4) ابن عبد البر حيث قال:
وقد ضلت جماعة من أهل البدع من الخوارج والمعتزلة في هذا الباب واحتجوا بآيات ليست على ظاهرها مثل قوله عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.اهـ
📗 (كتاب التمهيد [17/ 16] )
▪️(5) الجصاص حيث قال:
وقد تأولت الخوارج هذه الآية على تكفير من ترك الحكم بغير ما أنزل الله من غير جحودٍ لها. اهـ
📗 (أحكام القرآن [4/ 92] )
▪️(6) ابن تيمية حيث قال:
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .... } وهذه الآية مما يحتج به الخوارج على تكفير الولاة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله. اهـ
📗 (منهاج السنة [5/ 131] )
▪️(7) الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى
قال بعض تلامذة الشيخ: هذه صفة مذاكرة جرت عند الشيخ محمد رحمه الله تعالى، سأله الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله، عن هذه الآيات من آخر هود، من قوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب} [سورة هود آية: 110] إلى آخرها، وتكلم عليها كلاما حسنا، أحببت أن أنقله لكم.
ومحصل الكلام: أنه تكلم على صورة الاختلاف الذي ذمه الله في الكتاب، أنه مثل 👈👈كون الخوارج يستدلون بآيات على كفر العاصي، كقوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله} [سورة المائدة آية: 44]👉👉 الآية، {إن الحكم إلا لله} [سورة الأنعام آية: 57] ، {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [سورة الأنعام آية: 121] ،👈👈 ويعرضون عن الآيات التي فيها عدم كفره، أو يتأولونها.
📗 (الدرر[13/225] )
▪️(8) عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن:
وهذا التفصيل، قول الصحابة الذين هم أعلم الأمة بكتاب الله، وبالإسلام، والكفر، ولوازمهما; فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم; والمتأخرون لم يفهموا مرادهم، فانقسموا فريقين; 👈👈فريق أخرجوا من الملة بالكبائر، وقضوا على أصحابها بالخلود في النار; 👉👉وفريق جعلوهم مؤمنين، كاملي الإيمان; فأولئك غلوا، وهؤلاء جفوا; وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى، والقول الوسط، الذي هو في المذاهب، كالإسلام في الملل; فها هنا كفر دون كفر، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك، وظلم دون ظلم; فعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: " ليس هو الكفر الذي تذهبون إليه " رواه عنه سفيان، وعبد الرزاق; وفي رواية أخرى: كفر لا ينقل عن الملة; " وعن عطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق ".
📗 (الدرر [1/482] )
(9) القاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي :
(وقد نص الله في ذلك في أمر اليهود وأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه ،فخالفوا ما كتب عليهم في التوراة فقال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما أنزل الله ) فكان ظاهر ذلك يدل علی أن من فعل فعلهم ، واخترع حكما خالف به حكم الله وجعله ديناً يعمل به ،فقد لزمه ما لزمهم حاكما كان أو غير حاكم، وقد روی عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي قال : شرب نفر من أهل الشام الخمر وعليهم يزيد بن أبي سفيان، وقالوا: 👈هي لنا حلال، وتأولوا هذه الآية: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} [المائدة: 93]، قال: فكتب فيهم إلى عمر رحمه الله فاستشار فيهم الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين، نرى أنهم قد كذبوا على الله وشرعوا في دينه ما لم يأذن به، فاضرب أعناقهم، وعلي ساكت، فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟، قال: «أرى أن تستتيبهم، فإن تابوا جلدتهم ثمانين لشرب الخمر، وإن لم يتوبوا ضربت أعناقهم، وإنهم قد 👈👈كذبوا على الله وشرعوا في دينه ما لم يأذن به الله، فاستتابهم فتابوا، فضربهم ثمانين ثمانين. )
( وهذا القول اتفاق من عمر وعلي أن من شرع شرعا يخالف كتاب الله ، كان له حكم من تقدمه ممن خالف الكتاب )
قلت : فانظر إلى تقييده الأمر بجعله ديناً ( الاستحلال ) و ليس في هذا ما يخالف ما تقدم
(10) الكرجي القصاب
قال الامام الكرجي الشافعي رحمه الله في تفسيره [، النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام]
( فيقال لمن يحتج بها من الشراة وغيرهم في تكفير أهل القبلة بالذنوب: ما حجتكم في التسوية بين الجميع، وأهل الفرقان عالمون بأن أحكام الله المنزلة في كتابه حق والحكم بها عليهم فرض، وأنهم بتركها عاصون، وعلى إضاعتها معاقبون، وهم مع ذلك مسلمون، ومن أنزلت فيهم الآيات يهود ونصارى لا يرتاب بكفرهم جميع أهل النحل. أيجوز لمتوهم يتوهم أنهم قبل أن يحكموا رسوله الله - صلى الله عليه وسلم -،ويدعوا حكم التوراة يكونوا كافرين، ولا ضرهم رد نبوته وجحود رسالته، فاستوجبوا الكفر بترك حكم التوراة في الزمنين، كما تزعمون أن الموحد من المسلمين يكفر بترك حكم الله إلى ضده.
فإن قالوا: إن هذا يجوز توهمه وتحققه بان كفرهم وكفيت مؤنتهم.
فإن قالوا: بل كانوا قبل الحكم برد النبوة كفارا فصار تغييرهم الحكم زيادة في كفرهم، قيل لهم: فما وجه تكفيركم من قبل نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وصار بها مسلما - بتركه استعمال حكم الله. أيكون زيادة في كفر ليس فيه، أم يكون مضموما إلى إسلام ليس من جنسه، أم يحبط إحسان عمر طويل بإساءة لحظة، ويهدم به ما أصلتموه في باب العدل. أم تكون نفس واحدة كافرة بإساءتها مؤمنة بإحسانها، تستوجب بنصيب إيمانها الخلود في الجنة، وبنصيب كفرها الخلود في النار، هذا - والله - أفحش مقال وأقبح انتحال.
فإن قال الشراة: ليس من النصفة أن تحتج علينا بأن الآية نزلت في الرجم الذي أدته إليك الأخبار، ونحن لا نؤمن بها.
قيل لهم: اجعلوه في أي حكم شئتم، أليس يكون منزلا في غير
أهل الفرقان، فإن قالوا: أفلا يجوز أن يكون نزوله فيهم، فيدخل من عمل بعملهم معهم،.
قيل: 👈👈👈بلى إذا ساووهم في الكمال كانوا مثلهم في الأفعال، وسموا به كفارا وإن عملوا ببعض أفعالهم، ولم يساووهم في جميع صفاتهم كانوا عصاة بذلك الفعل.👉👉👉
فنقول من حكم بضد حكم الله مدعيا به على الله أو جاحدا بما أنزله
من أحكامه فهو كافر، لأن من جحد القرآن، وقد شهد الله بإنزاله، أو نسب إليه ما لم ينزله، فقد كذب عليه، ومن كذب عليه لم يرتب بكفره، لقوله تبارك وتعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32)
فسماهم كفارا، فمن كان تاركا لما أنزل الله في أحكامه على هذه الصفة، فقد ساوى من أنزلت فيهم الآيات من اليهود والنصارى واستحق اسم الكفر والظلم والفسق.
ومن حمله حرص الدرهم والدينار، أو بلوغ ثأر، أو شهوة نفس على ترك حكم الله، وهو عالم بعدوانه عارف بإساءته، حذرٌ من سوء صنيعه، مصدق لربه فيما أنزل من الأحكام، شاهد عليها بالحق المفترض عليه العمل به، ولم يساوهم فيها، وهو باق على إسلامه عاص لربه، فأفعاله تستوجب عقوبته إن لم يجد بالصفح عنه. )
قلت : فانظر إلى تقييده الأمر بالكمال حتى يوصفوا بأنهم كفار و غير ذلك فهم عصاة
حول استدلالهم بقتل عمر رضي الله عنه للمنافق
🔔جواب على اعتراض القوم بقصة عمر رضي الله عنه❌
روى الكلبي في "تفسيره" عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر، كان بينه وبين يهودي خصومة فقال اليهودي: ننطلق إلى محمد، وقال المنافق: بل إلى كعب بن الأشرف، وهو الذي سماه الله الطاغوت، فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المنافق ذلك أتى معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهودي، فلما خرجا من عنده لزمه المنافق، وقال: انطلق بنا إلى عمر رضي الله عنه، فأتيا عمر، فقال اليهودي: اختصمت أنا وهذا إلى محمد فقضى لي عليه فلم يرض بقضائه وزعم أنه يخاصم إليك، فقال عمر رضي الله عنه للمنافق: أكذلك؟ قال: نعم، قال لهما رويدكما حتى أخرج إليكما 👈👈فدخل عمر البيت وأخذ السيف واشتمل عليه ثم خرج فضرب به المنافق حتى برد، وقال: هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله. فنزلت هذه الآية. وقال جبريل: إن عمر رضي الله عنه فرق بين الحق والباطل، فسمي الفاروق👉👉
📗 تفسير البغوي ج2 ص242
{ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا} يعني صدقوا {بما أنزل إليك} من القرآن {و} صدقوا بما {أنزل من قبلك} من الكتب على الأنبياء وذلك أن بشر المنافق إلى كعب، ثم إنهما اختصما إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقضى لليهودي على المنافق . فقال المنافق لليهودي: انطلق أخاصمك إلى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه. فقال اليهودي لعمر- رضي الله عنه: إني خاصمته إلى محمد- صلى الله عليه وسلم- فقضى لي فلم يرض بقضائه فزعم أنه مخاصمني إليك. فقال عمر- رضي الله عنه- للمنافق: أكذلك. قال: نعم أحببت أن أفترق عن حكمك. فقال عمر- رضي الله عنه-: مكانك حتى أخرج إليكما. فدخل عمر- رضي الله عنه- 👈👈فأخذ السيف، واشتمل عليه، ثم خرج إلى المنافق فضربه حتى برد. فقال عمر- رضي الله عنه-: هكذا أقضي على من لم يرض بقضاء الله- عز وجل- وقضاء رسوله- صلى الله عليه وسلم- وأتى جبريل- عليه السلام- إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد قد قتل عمر الرجل وفرق الله بين الحق والباطل فسمي عمر- رضي الله عنه- الفاروق👉👉 فأنزل الله- عز وجل- في بشر المنافق {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}
📗 تفسير مقاتل ج1 ص383
وجه الاعتراض عند القوم
1️⃣ ان عمر رضي الله عنه قتل المنافق
2️⃣ ان عمر رضي الله عنه سمي الفاروق لانه قتل المتحاكم للطاغوت❗️
⬅️ فاذا كان هذا فعل الصحابة فلما تنقمون علينا قتل من يتحاكم للطاغوت وتكفيره
فان قال قائل قد قتل عمر رضي الله عنه المنافق الذي تحاكم للطاغوت وسمي فاروقا لانه قتله! فلما تنقمون علينا قتل من يتحاكم للطاغوت وتكفيره❗️
✅الجواب
⬅️ التحاكم للطاغوت ليس كفرا عند السلف . هنا
و نقتبس منه
(11)▪️ابن وهب المصري 197 هـ لا يكفر المتحاكم للطاغوت
قال ابن وهب المصري في جامعه
160 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما، فقال الذي قضي عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فقال رسول الله: نعم، انطلقا إليه؛ فلما أتيا عمر قال الرجل: يا ابن الخطاب، قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، فقال: ردنا إلى عمر، فردنا إليك؛ قال: كذلك، قال: نعم، قال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما، فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال: (ردنا إلى عمر)، فقتله؛ وأدبر الآخر فارا إلى رسول الله، فقال: يا رسول الله، قتل، والله، عمر صاحبي، ولو ما أني أعجزته لقتلني، 👈👈فقال رسول الله: ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن، فأنزل الله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}، فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله، وكره الله أن يسن ذلك بعد👉👉، فقال: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا}.
📗 تفسير القرآن من الجامع لابن وهب ج1 ص71 اثر رقم 160
📗 تفسير ابن ابي حاتم ج3 ص994 برقم 5560 حيث قال أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب ...
طريق أخرى: - قال الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم في تفسيره: حدثنا شعيب بن شعيب، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا عتبة بن ضمرة، حدثني أبي أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل، فقال المقضي عليه: لا أرضى، فقال صاحبه: فما تريد؟ قال: أن نذهب إلى أبي بكر الصديق، فذهبا إليه، فقال الذي قضي له: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى لي، فقال أبو بكر: أنتما على ما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى صاحبه أن يرضى، فقال: نأتي عمر بن الخطاب، فقال المقضي له: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى لي عليه، فأبى أن يرضى، فسأله عمر بن الخطاب فقال كذلك، فدخل عمر منزله وخرج والسيف في يده قد سله، فضرب به رأس الذي أبى أن يرضى فقتله، فأنزل فلا وربك لا يؤمنون الآية.
📗 تفسير ابن كثير ج2 ص309
✍️وجه الشاهد
1️⃣ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرضى قتل عمر للمنافق (عند السمعاني انه رضي والله اعلم بالصواب)
2️⃣ تبرئة الله لعمر رضي الله عنه واهدر دم ذاك المنافق
3️⃣ انه لم يشرع ولم يسن لنا ان نفعل بنفس فعل عمر رضي الله عنه
4️⃣ القتل لا يستلزم التكفير وانتم تجاوزتم القتل وحكمتم بكفر المتحاكمين
قلت 🎤: فهل كان اللّه ليكره أنْ يُسنّ قتل من فارق دين الإسلام بفعله، وهو العزيز الذي يأمر بقتل الكفرة وقتل من ارتدّ عن دينه.
🔔 احتجاج البعض بتضعيف ابن كثير للاثر يرد عليه من وجهين
1️⃣ انه خلاف لما قاله ابن ابي حاتم وهو قد صحح الاثر وابن ابي حاتم قد اشترط الصحة في تفسيره كما حكاه في المقدمة ج1 ص14❗️
2️⃣ ابن كثير ضعف احد الطرق فقط ولم يضعف اصل الحكاية اذ انه نقل طريق اخر من رواية ابن دحيم ولم يتعقبه وتابعه صاحب الدر المنثور
✍️ قال ابن ابي حاتم رحمه الله في مقدمة تفسيره:
"الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء وعلى آله أجمعين.
سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصرا بأصح الأسانيد، وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات، وتنزيل السور، وأن نقصد لإخراج التفسير مجردا دون غيره، متقصين تفسير الآي حتى لا نترك حرفا من القرآن يوجد له تفسير إلا أخرج ذلك.
فأجبتهم إلى ملتمسهم، وبالله التوفيق، وإياه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا، وأشبهها متنا، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد." اهـ
و التحاكم للطاغوت ليس كفراً عند أهل السنة من المتأخرين . هنا
و نقتبس منه
قال ابن تيمية رحمه الله
قوله سبحانه وتعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} أقسم سبحانه بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يحكموه في الخصومات التي بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقا من حكمه بل يسلموا لحكمه ظاهرا وباطنا وقال قبل ذلك: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} 👈👈فبين سبحانه أن من دعي إلى التحاكم إلى كتاب الله وإلى رسوله فصد عن رسوله كان منافقا👉👉 وقال سبحانه: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا}
فبين سبحانه أن من تولى عن طاعة الرسول وأعرض عن حكمه فهو من المنافقين وليس بمؤمن وأن المؤمن هو الذي يقول: سمعنا وأطعنا فإذا كان النفاق يثبت ويزول الإيمان بمجرد الإعراض عن حكم الرسول وإرادة التحاكم إلى غيره مع أن هذا ترك محض وقد يكون سببه قوة الشهوة فكيف بالتنقص والسب ونحوه؟.
👈👈👈 ويؤيد ذلك ما رواه أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم في تفسيره: حدثنا شعيب بن شعيب حدثنا أبو المغيرة حدثنا عتبة بن ضمرة حدثني أبي: "أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل فقال المقضي عليه: لا أرضى فقال صاحبه: فما تريد؟ قال: أن نذهب إلى أبي بكر الصديق فذهبا إليه فقال الذي قضي له: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي عليه فقال أبو بكر: فأنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فأبى صاحبه أن يرضى وقال: نأتي عمر بن الخطاب فأتياه فقال المقضي له: قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي عليه فأبى أن يرضى ثم أتينا أبا بكر الصديق فقال: أنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يرضى فسأله عمر فقال كذلك فدخل عمر منزله فخرج والسيف في يده قد سله فضرب به رأس الذي أبى أن يرضى فقتله" فأنزل الله تبارك وتعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} الآية.
وهذا المرسل 👈👈له شاهد من وجه آخر يصلح للاعتبار.👉👉
قال ابن دحيم: حدثنا الجوزجاني حدثنا أبو الأسود حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال: "اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فقضى لأحداهما فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم انطلقوا إلى عمر" فانطلقا فلما أتيا عمر قال الذي قضي له: يا ابن الخطاب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى لي وإن هذا قال: ردنا إلى عمر فردنا إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: أكذلك؟ للذي قضي عليه قال: نعم فقال عمر: مكانك حتى أخرج فأقضي بينكما فخرج مشتملا على سيفه فضرب الذي قال "ردنا إلى عمر" فقتله وأدبر الآخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قتل عمر صاحبي ولولا ما أعجزته لقتلني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كنت أظن أن عمر يجتري على قتل مؤمن" فأنزل الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} فبرأ الله عمر من قتله".
👈👈وقد رويت هذه القصة من غير هذين الوجهين قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: "ما أكتب حديث ابن لهيعة إلا للاعتبار والاستدلال وقد أكتب حديث هذا الرجل على هذا المعنى كأني أستدل به مع غيره يشده لا أنه حجة إذا انفرد".👉👉
📗 الصارم المسلول لابن تيمية ص 37
✍️وجه الشاهد
1️⃣ قوله: "فبين سبحانه أن من دعي إلى التحاكم إلى كتاب الله وإلى رسوله فصد عن رسوله كان منافقا"
2️⃣ تصحيحه للاثر حيث قال : "له شاهد من وجه آخر يصلح للاعتبار."
3️⃣ قوله ان الرواية لها طرق اخرى
4️⃣ تعويله على الامام احمد في تصحيح الرواية
5️⃣ نقله تفسير ابن ديحم كاملا خلافا لما اختصره ابن كثير
6️⃣ فيه الرد على من زعم ان ابن كثير ضعف الاثر
و من التحاكم الطاغوت عند أهل السنة من المتأخرين #2 . هنا
نقتبس
▪️سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب 1233 هـ حنبلي يصحح عدم مشروعية قتل المتحاكمين للطاغوت
قال سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب في شرحه على كتاب التوحيد:
قال المصنف (اي محمد بن عبدالوهاب) : وقيل: نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله.
شرح: هذه القصة قد رويت من طرق متعددة من أقربها لسياق المصنف ما رواه الثعلبي وذكره البغوي عن ابن عباس في قوله: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا ... } ١. قال: نزلت في رجل من المنافقين يقال له: بشير خاصم يهوديا فدعاه اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف، ثم إنهما احتكما للنبي صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي فلم يرض المنافق، وقال:
تعال نتحاكم إلى عمر بن الخطاب فقال اليهودي لعمر: قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرض بقضائه. فقال للمنافق: أكذلك؟ قال نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما، فدخل عمر فاشتمل على سيفه، ثم خرج فضرب عنق المنافق حتى برد، ثم قال: هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله، فنزلت.
وروى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، هذه القصة عن مكحول وقال في آخرها: فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن عمر قد قتل الرجل، وفرق الله بين الحق والباطل على لسان عمر، فسمي الفاروق.
👈👈👈 ورواه أبو إسحاق بن دحيم في تفسيره على ما ذكره شيخ الإسلام، وابن كثير، ورواه ابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود، وذكر القصة، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن" فأنزل الله {فلا وربك لا يؤمنون ... } الآية،١ فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله، فكره الله أن يسن ذلك بعد، فقال: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم.. .} ٢ إلى قوله: {وأشد تثبيتا} ٣.
وبالجملة فهذه القصة مشهورة متداولة بين السلف والخلف تداولا يغني عن الإسناد، ولها طرق كثيرة، ولا يضرها ضعف إسنادها.👉👉👉
📗 تيسير العزيز الحميد ص984 طبعة دار الصميعي
✍️وجه الشاهد
1️⃣ عول على تصحيح ابن تيمية للاثر
2️⃣ هو لا يعتبر ابن كثير يضعف اصل الرواية وفيه رد على من يزعم ان ابن كثير يضعفها
3️⃣ قوله "وبالجملة فهذه القصة مشهورة متداولة بين السلف والخلف تداولا يغني عن الإسناد، ولها طرق كثيرة، ولا يضرها ضعف إسنادها."
حول استدلالهم بكلام جمع من أهل العلم
" قبل الرد افهم الخلاف فهناك فرق بين التأصيل والتنزيل ولمزيد بيان اليك بهذا المثال:
الزنا في الاصل كبيرة وحرام وليست كفرا والواقع فيه -اعاذنا الله- انه يجلد او يرجم
طيب جاء رجل وزنا لانه يستحله هل هو مسلم؟ الجواب لا بل هو كافر وليس معناه تكفير الزناة بل تكفير المستحلين فالاصل انه كبيرة ولكن قد يحكم على رجل زان بالكفر لانه يجحد حرمته
طيب ناتي الى الحكم بغير ما انزل الله هل الاصل فيه انه كفر ام انه كبيرة دون الكفر؟
الجواب ان اهل السنة يقولون ان الفعل في الاصله كبيرة وليست كفرا وانه كفر دون كفر ولا يكفر الحاكم بغير ما انزل الله الا وفق شروط ,ضوابط ذكروها ووضحوها في كتبهم وذكروا ايضا عن مذهب الخوارج انهم يجعلون الحكم بغير ما انزل الله كفرا اكبرا اصليا في ذاته وهو نفس ما حكاه الانباري في سلسلته البراعة ولهذا قلنا عنه خارحي "
ابن كثير
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "فمن ترك الشرعَ المُحكَم المُنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء، وتحاكَم إلى غيره من الشرائع المنسوخة، كَفَر، فكيف بمن تحاكَم إلى الياسا[1] وقدَّمَها عليه؟! مَن فعَل ذلك كَفَر بإجماع المسلمين"؛ [البداية والنهاية: الجزء الثالث عشر/ 139].
الجواب :
لو فرضنا جدلا ان ابن كثير يقصد جعل اي تحاكم الى غير الشريعة كفر دون ضوابط كما ذكره الانباري فالاجماع منقوض بما نقلناه عن سعيد ابن جبير والاجري والسماعني وابن عبدالبر وابن تيمية ومحمد ابن عبدالوهاب وعبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن
غير انه قصد الذين يفضلون الياسق على القران ولو كان مجرد التحكيم له تفضيلا لما عطفه على التحكيم ومناط التكفير هنا التحكيم مع التقديم سواء كثر ذلك او قل
والتتر كان شأنهم الاستحلال قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (523/28)
"وكذلك الأكابر من وزرائهم وغيرهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى وإن هذه كلها طرق إلى الله بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين. ثم منهم من يرجح دين اليهود أو دين النصارى ومنهم من يرجح دين المسلمين"
واليك نص محكما لابن كثير في المسألة حيث قال رحمه الله في تفسيره (109/3):
وهذا أيضا مما وبخت به اليهود وقرعوا عليه ، فإن عندهم في نص التوراة : أن النفس بالنفس . وهم يخالفون ذلك عمدا وعنادا ، ويقيدون النضري من القرظي ، ولا يقيدون القرظي من النضري ، بل يعدلون إلى الدية ، كما خالفوا حكم التوراة المنصوص عندهم في رجم الزاني المحصن ، وعدلوا إلى ما اصطلحوا عليه من الجلد والتحميم والإشهار ; ولهذا قال هناك : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) لأنهم جحدوا حكم الله قصدا منهم وعنادا وعمدا ، وقال هاهنا : ( فأولئك هم الظالمون ) لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه ، فخالفوا وظلموا ، وتعدى بعضهم على بعض . اهـ
فانظر كيف علل كفرهم بالجحود والعناد علما بانه نقل اثار ابن عباس وتلاميذه واقرها
ابن القيم
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ثمَّ أخبر سبحانه أنَّ مَن تحاكَم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسولُ، فقد حكَّم الطاغوت وتحاكم إليه"؛ [إعلام الموقعين: المُجلَّد الأول/ 85].
الجواب :
بالنسبة لابن القيم فما نقلته عنه ليس فيه نص في تكفير المتحاكم الى الطاغوت او اي اشارة الى تكفير والتحاكم الى الطاغوت كبيرة وليست كفرا فقط تابع الصفحة لتعلم هذا ان شاء الله واصلا الكلام عن الحاكم وليس المتحاكم للطاغوت فلا تدخل الامور ببعضها
أحمد شاكر
قال الشيخ المُحدِّث أحمد شاكر رحمه الله تعليقًا على كلام الإمام ابن كثير حول الياسق الذي كان يتحاكَم إليه التتار: "أفرأيتم هذا الوصف القوي من الحافظ ابن كثير - في القرن الثامن - لذاك القانون الوضعِي الذي صنعَه عدوُّ الإسلام جنكيز خان؟ ألستم ترونَه يصف حالَ المسلمين في هذا العصر في القرن الرابع عشر؟ إلاَّ في فرق واحدٍ أشرنا إليه آنفًا: أنَّ ذلك كان في طبقةٍ خاصَّة من الحكَّام أتى عليها الزمان سريعًا فاندمجَت في الأمَّة الإسلاميَّة وزال أثر ما صنعَت، ثمَّ كان المسلمون الآن أسوأ حالاً وأشد ظلمًا منهم؛ لأنَّ أكثر الأمم الإسلاميَّة الآن تكاد تندمج في هذه القوانين المخالِفة للشريعة والتي هي أَشبه شيء بذاك الياسق الذي اصطنعه رجلٌ كافِر ظاهر الكفر، إنَّ الأمر في هذه القوانين الوضعية واضحٌ وضوح الشمس؛ هي كُفر بَواح لا خَفاء فيه ولا مداورة، ولا عذر لأحدٍ ممَّن ينتسب للإسلام كائنًا من كان في العمل بها أو الخضوعِ لها أو إقرارها، فليحذر امرؤ لنفسه، وكلُّ امرئ حسيبُ نفسه"؛ [عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير: المجلد الأول/ 697].
الجواب :
بالنسبة للشيخ احمد شاكر فكلامه ليس فيه لبس بل هو حجة عليك حيث تأمل قوله:" لأنَّ أكثر الأمم الإسلاميَّة الآن تكاد تندمج في هذه القوانين المخالِفة للشريعة والتي هي أَشبه شيء بذاك الياسق الذي اصطنعه رجلٌ كافِر ظاهر الكفر" وهذا مشهور حيث ان فيها مساواة ابن الوطن الواحد حتى لو اختلفت ديانتهم وان ابن وطنك النصراني خير من المسلم الذي ليس من نفس وطنك بل ومقدم عليه وهذا عين ما قاله ابن تيمية الذي نقلناه لك حين قال "وكذلك الأكابر من وزرائهم وغيرهم يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى وإن هذه كلها طرق إلى الله بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين. ثم منهم من يرجح دين اليهود أو دين النصارى ومنهم من يرجح دين المسلمين" اهـ فلا تحمل كلامه غير ما يريد وهو نفسه اقر ابن كثير في تفسيره الاية في مختصره على تفسير ابن كثير الذي سماه عمدة التفسير جزء 1 ص 686
محمد بن ابراهيم آل الشيخ
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في رسالة تحكيم القوانين:
"إنَّ من الكفر الأكبر المستبين، تنزيلَ القانون اللَّعين، منزلةَ ما نزل به الرُّوحُ الأمين، على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذِرين، بلسانٍ عربيٍّ مبين، في الحكم بين العالَمين، والردَّ إليه عند تنازع المتنازعين، مناقضة ومعاندة لقول الله عز وجل: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء: 59]".
قال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- في رسالته القيمة (تحكيم القوانين):
"من الممتنع أن يُسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ولا يكون كافراً، بل هو كافر مطلقاً: إما كفر عمل وإما كفر اعتقاد، وما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة 44) ومن رواية طاووس وغيره يدل أن الحاكم بغير ما أنزل الله كافر إما كفر اعتقاد ناقل عن الملة، وإما كفر عمل لا ينقل عن الملة، أما الأول، وهو كفر الأعتقاد فهو أنواع:
أحدها: أن يجحد الحاكم -بغير ما أنزل الله- أحَقيَّةَ حكم الله ورسوله، وهو معنى ما روي عن ابن عباس، واختاره ابن جرير أن ذلك هو جحود ما أنزل الله من الحكم الشرعي وهذا ما لا نزاع فيه بين أهل العلم، فإن الأصول المتقررة المتفق عليها بينهم أن من جحد أصلًا من أصول الدين أو فرعاً مجمعاً عليه، أو أنكر حرفاً مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - قطعياً، فإنه كافر الكفر الناقل عن الملة.
الثاني: أن لايجحد الحاكم -بغير ما أنزل الله- كون حكم الله ورسوله حقاً، لكن اعتقد أن حكم غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحسن من حكمه، وأتم وأشمل لما يحتاجه الناس من الحكم بينهم عند التنازع، إما مطلقاً أو بالنسبة إلى ما استجد من الحوادث، التي نشأت عن تطور الزمان وتغير الأحوال، وهذا أيضاً لا ريب أنه كفر، لتفضيله أحكام المخلوقين التي هي محض زبالة الأذهان وصرف حثالة الأفكار، على حكم الحكيم الحميد
الثالث: أن لا يعتقد كونه أحسن من حكم الله ورسوله، لكن اعتقد أنه مثله، فهذا كالنوعين اللذين قبله، وفي كونه كافراً الكفر الناقل عن الملة، لما يقتضيه ذلك من تسوية المخلوق بالخالق، والمناقضة والمعاندة لقوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ونحوها من الآيات الكريمة الدالة على تفرد الرب بالكمال، وتنزيهه عن مماثلة المخلوقين، في الذات والصفات والأفعال، والحكم بين الناس فيما يتنازعون فيه.
الرابع: أن لا يعتقد كون حكم الحاكم بغير ما أنزل الله مماثلاً لحكم الله ورسوله. فضلا عن أن يعتقد كونه أحسن منه. لكن اعتقد جواز الحكم بما يخالف حكم الله ورسوله، فهذا كالذي قبله يصدق عليه ما يصدق عليه: لاعتقاده جواز ما علم بالنصوص الصحيحة الصريحة القاطعة تحريمه.
الخامس: وهو أعظمها وأشملها وأظهرها معاندة للشرع، ومكابرة لأحكامه، ومشاقة لله ولرسوله، وتشكيلًا وتنويعاً وحكماً وإلزاماً ومراجع ومستندات، فكما أن للمحاكم الشرعية مراجع ومستمدات، مرجعها كلها إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلهذه المحاكم مراجع هي: القانون الملفق من شرائع شتى، وقوانين كثيرةكالقانون الفرنسي، والقانون الأمريكي، والقانون البريطاني، وغيرها من القوانين، ومن مذاهب بعض البدعيين المنتسبين إلى الشريعة وغير ذلك.
فهذه المحاكم الآن في كثير من أمصار الإسلام مهيأة مكملة، مفتوحة الأبواب، والناس إليها أسراب إثر أسراب، يحكم حكامها بينهم بما يخالف حكم السنة والكتاب، من أحكام ذلك القانون، وتلزمهم به وتقرهم عليه، وتحتمه عليهم، فأي كفر فوق هذا الكفر، وأي مناقضة للشهادة بأن محمداً رسول الله بعد هذه المناقضة
السادس: ما يحكم به كثير من رؤساء العشائر، والقبائل من البوادي ونحوهم، من حكايات آبائهم وأجدادهم، وعاداتهم التي يسمونها "سلومهم"، يتوارثون ذلك منهم ويحكمون به ويحضون على التحاكم إليه عند النزاع، بقاء على أحكام الجاهلية، وإعراضاً ورغبة عن حكم الله ورسوله، فلا حول ولا قوة إلا بالله. "
الجواب :
اما ما نقلته عن سماحة المفتي محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله فما نقلته حجة عليك لا لك حيث قال رحمه الله:
في رسالته القيمة تحكيم القوانين (موجود ضمن الدرر [206/16] - وكذا طبعت ضمن كتاب فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم [284/12] وكذا طبعت مستقلة) :
"من الممتنع أن يُسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ولا يكون كافراً، بل هو كافر مطلقاً: إما كفر عمل وإما كفر اعتقاد، وما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (المائدة 44) ومن رواية طاووس وغيره يدل أن الحاكم بغير ما أنزل الله كافر إما كفر اعتقاد ناقل عن الملة، وإما كفر عمل لا ينقل عن الملة. اهـ
(ص213 ج16 ضمن الدرر - ص288 ج 12 من كتاب فتاوى ورسائل الشيخ)
فتأمل كيف جعل تحكيم غير الشرع منه ما هو كفر اكبر ومنه ما هو ليس كذلك خلاف ما حكاه الانباري من اطلاق بالكفر الاكبر.
اما النقل الثاني فهو مقتطع عن سياقه مع العلم ان الشيخ قد تراجع عن بعض الكلمات الموهمة فيه اما كون الكلام مقتطع عن سياقه فاليك كلامه كاملا حيث قال رحمه الله قبله بنصوص
وقد انتهى إلينا نسخة عنوانها " نظام المحكمة التجارية للمملكة العربية السعودية " المطبوع بمطبعة الحكومة بمكة عام 1369 للمرة الثانية، ودرسنا تقريبا نصفها فوجدنا ما فيها نظما وضعية قانونية لا شرعية، فتحققنا بذلك أنه حيث كانت تلك الغرفة هي المرجع عند النزاع أنه سيكون فيها محكمة، وأن الحكام غير شرعيين، بل نظاميون قانونيون، ولا ريب أن هذه مصادمة لما بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الشرع الذي هو وحده المتعين للحكم به بين الناس والمستضاء منه 👈👈عقائدهم وعباداتهم ومعرفة حلالهم من حرامهم وفصل النزاع عندما يحصل التنازع.👉👉 واعتبار شيء من القوانين للحكم بها ولو في أقل قليل لا شك أنه عدم رضا بحكم الله ورسوله،👉👉 ونسبة حكم الله ورسوله إلى النقص وعدم القيام بالكفاية في حل النزاع وإيصال الحقوق إلى أربابها وحكم القوانين إلى الكمال وكفاية الناس في حل مشاكلهم، واعتقاد هذا كفر ناقل عن الملة , والأمر كبير مهم وليس من الأمور إلاجتهادية. وتحكيم الشرع وحده دون كل ما سواه شقيق عبادة الله وحده دون سواه؛ إذ مضمون الشهادتين أن يكون الله هو المعبود وحده لا شريك له، وأن يكون رسوله - صلى الله عليه وسلم - هو المتبع المحكم ما جاء به فقط.
فالشيخ يتكلم عن قانون حاول البعض تمريره وكان فيه مخالفات عقدية وهذا التفصيل ذكره البغوي عن الكاني في تفسيره رحم الله الجميع
واما قوله "وتحكيم الشرع وحده دون كل ما سواه شقيق عبادة الله وحده دون سواه" فهذا قول قال خلافه حيث قال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى له (1/80).: "من حكم بِهَا -يعني: القوانين الوضعية- أو حاكم إليها معتقدًا صحة ذلك وجوازه فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، وإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه، فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملة"
قلت : هذا يخالف قول الشيخ الآخر ولعل هذا القول هو المتأخر
وذلك أن هذه الفتوى مؤرخة في 9/1/1385هـ ، أي بعد الرسالة الاخرى بعشر سنين حيث كتبها في 11-4-1375هـ
سليمان بن عبدالله النجدي
قال الشيخ سليمان بن عبدالله النجدي رحمه الله: "فمَن شهد أن لا إله إلا الله ثمَّ عدل إلى تحكيم غير الرسول في موارد النزاع، فقد كذب في شهادتِه"؛ [تيسير العزيز الحميد: 554].
الجواب :
اما ما نقلته عن عبدالله حفيد الشيخ فهذا تلاعب وبتر بالنصوص فهو نقل عن ابن القيم ان التحاكم للطاغوت كبيرة وليست كفر ثم اقره عليه حيث نقل سليمان بن عبدالله كما في تيسير العزيز الحميد ص966 صبعة دار الصميعي عن ابن القيم انه قال
وقوله تعالى: {فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} [النساء:63].
قال ابن القيم: أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فيهم بثلاثة أشياء:
أحدها: الإعراض عنهم إهانة لهم، وتحقيرا لشأنهم، وتصغيرا لأمرهم لا إعراض متاركة وإهمال، وبهذا يعلم أنها غير منسوخة.
الثاني: قوله: وعظهم وهو تخويفهم عقوبة الله وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم إلى غير رسوله صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه.
الثالث: قوله: وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا، أي: يبلغ تأثيره إلى قلوبهم ليس قولا لينا لا يتأثر به المقول له، وهذه المادة تدل على بلوغ المراد بالقول، فهو قول يبلغ به مراد قائله من الزجر والتخويف ويبلغ تأثيره إلى نفس المقول له، ليس هو كالقول الذي يمر على الأذن صفحا.
ثم قال ص 986 "وفي القصة من الفوائد: أن الدعاء إلى تحكيم غير الله ورسوله من صفات المنافقين، ولو كان الدعاء إلى تحكيم إمام فاضل، ومعرفة أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان عليه من العلم والعدل في الأحكام."
حول تحاكم الأمويين إلى المكوس و عدم تكفير السلف لهم
باب ذكر العاشر وصاحب المكس، وما فيه من الشدة والتغليظ
حدثنا أبو عبيد: قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة التجيبي، عن عقبة بن عامر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة صاحب مكس»
قال: وحدثنا يحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، قال: سمعت رويفع بن ثابت، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن صاحب المكس في النار. قال: يعني العاشر
قال: حدثنا الهيثم بن جميل، عن محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن عبد الله بن عمرو، قال: إن صاحب المكس لا يسأل عن شيء، يؤخذ كما هو فيرمى به في النار
قال: حدثنا ابن طارق، عن ابن لهيعة، عن أبي مرحوم، عن إسحاق بن ربيعة التجيبي، عن إبراهيم المعافري، أن خالد بن ثابت أخبره أن كعب الأحبار أوصاه أو تقدم إليه عند خروجه مع عمرو بن العاص إلى مصر أن «لا يقرب المكس، ونهاه عن ذلك»
قال: حدثنا حسان بن عبد الله، عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن أبيه، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة أن ضع عن الناس الفدية، وضع عن الناس المائدة، 👈👈وضع عن الناس المكس، وليس بالمكس، ولكنه البخس الذي قال الله تعالى: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [هود: 85] ، فمن جاءك بصدقة فاقبلها منه، ومن لم يأتك بها فالله حسيبه
قال: حدثنا نعيم، عن ضمرة، عن كريز بن سليمان، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الله بن عوف القاري أن اركب إلى البيت الذي برفح، الذي يقال 👈👈له بيت المكس، فاهدمه، ثم احمله إلى البور، فانسفه فيه نسفا ⦗634⦘ قال أبو عبيد: ونرى أن رفح بين مصر والرملة
قال: حدثنا عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، أن مخيس بن ظبيان حدثه، عن عبد الرحمن بن حسان، عن رجل من جذام، عن مالك بن عتاهية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لقي صاحب عشور فليضرب عنقه»
قال: حدثنا ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مخيس بن ظبيان، عن عبد الرحمن بن حسان، قال: أخبرني رجل من جذام قال: سمع فلان ابن عتاهية، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه. قال: يعني بذلك الصدقة يأخذها على غير حقها
قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، قال: أخبرني مسلم بن شكرة - قال: وقال غير حجاج: مسلم بن المصبح - أنه سأل ابن عمر: أعلمت أن عمر أخذ من المسلمين العشر؟ قال: لا، لم أعلمه
1637 - قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، أنه قال: والله ما علمت عملا أخوف عندي أن يدخلني النار من عملكم هذا، وما بي أن أكون ظلمت فيه مسلما ولا معاهدا دينارا ولا درهما، ولكني لا أدري ما هذا الحبل الذي لم يسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر. قالوا: فما حملك على أن دخلت فيه؟ قال: لم يدعني زياد، ولا شريح، ولا الشيطان حتى دخلت فيه
1639 - قال: حدثنا أبو النضر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا وائل، يقول: كنت مع مسروق بالسلسلة، فما رأيت أميرا قط كان أعف منه، ما كان يصيب شيئا إلا ماء دجلة قال أبو عبيد: وجوه هذه الأحاديث التي ذكرنا فيها العاشر، وكراهة المكس، والتغليظ فيه 👈👈👈أنه قد كان له أصل في الجاهلية،👉👉👉 يفعله ملوك العرب والعجم جميعا، فكانت سنتهم أن يأخذوا من التجار عشر أموالهم إذا مروا بها عليهم.
1640 - يبين ذلك ما ذكرنا من كتب النبي صلى الله عليه وسلم لمن كتب من أهل الأمصار مثل ثقيف، والبحرين، ودومة الجندل، وغيرهم ممن أسلم أنهم لا يحشرون، ولا يعشرون. فعلمنا بهذا أنه 👈👈👈قد كان من سنة الجاهلية مع أحاديث فيه كثيرة، فأبطل الله ذلك برسوله صلى الله عليه وسلم،👉👉👉 وجاءت فريضة الزكاة بربع العشر من كل مائتي درهم خمسة، فمن أخذها منهم على فرضها فليس بعاشر؛ لأنه لم يأخذ العشر، إنما أخذ ربعه
[كتاب الاموال للقاسم بن سلام]
المقال بأكمله مستفاد من قناة ردود أهل الأثر على عقائد أهل الحراب
تم عمل هذا المقال بواسطة قناة مخالفات الطائفة الحركية . لإثراء المقال أرسل على البوت
تعليقات
إرسال تعليق