ملامح الإسلام المدني الديموقراطي

 

مقدمة :

هذه مجموعات تعقيبات على كتاب " الإسلام المدني الديموقراطي " لـ شيريل برنارد و هي مجموعة تقارير مترجمة للعربية . و قد عقبت على ما أثار انتباهي



أغلب المسلمين في الغرب الأوروبي والأمريكي مرتدين


[[ أما الآن فيكفي القول أن تمثيل الاتجاه التقليدي للإسلام الأمريكي لا يعكس الحقائق الاجتماعية (١). إذ تشير الدراسات الأمريكية والأوروبية جميعًا إلى أن الأصوليين والتقليديين أقلية (٢). أما قدرتهم على التحدث باسم الإسلام وتحديد صورته العامة، فتتجاوز أعدادهم وأهميتهم الحقيقية بكثير. وإحدى طرق تصحيح هذه الصورة وتعزيز الديمقراطية بذات الوقت تتمثل في توفير دعم أكبر للجمعيات الثقافية والمدنية التي تنشأ داخل الجاليات ]]

(۱) تناولت حداد وليوميز المهاجرين بالدراسة ووجدنا أنهم قد تأقلموا سريعا مع قيم الحداثة ومعاييرها حتى لو تناقضت مع الاعتقادات السائدة في البلد الذي نزحوا منه. وتوجد دراسة جريئة أخرى تميز بين خمسة أنواع مختلفة للمسلمين الأمريكان، راجع:

Kaufman, Jonathan, "Islamerican," The Wall Street Journal, February 15, 2002, p.1.

1- فالليبراليون أشدهم تغربا. ويتركز التزامهم الديني غالبا في المناسبات الاحتفالية، مثل: حفلات الزفاف والجنازات والأعياد

2 - والمحافظون حسنو الاندماج، ويميلون إلى قصر التزامهم الديني داخل أمرهم أو على أفرادهم. وهو الالتزام أكثر حرفية من الليبراليين بشكل واضح، ويشمل أمور الطعام والصلاة وجوانب أخرى للتدين الشخصي. فالدين عندهم جزء مهم من حياتهم اليومية، وإن كان ثانويا.

3- أما الصوفية فيتبنون تفسيرًا فلسفيا أكثر تعقيدًا للإسلام.

4 - ويعمل الدعاة الملتزمون على ضبط تصرفاتهم بوضوح طبقًا لمبادئ الإسلام. وهؤلاء أقل اندماجا في المجتمع الخارجي، ويؤثرون التواصل مع نظرائهم.

5- ويريد المتزمتون الجدد تحقيق وضع يطبق كل فرد فيه الإسلام بالمثالية والصرامة المتناهية التي يطبقونه هم بها. ويجب تسيير المجتمع، أو على الأقل الشريحة التي ينتمون إليها؛ طبقا للمبادئ الإسلامية الصارمة.

Haddad, Yvonne Yazbeck, and Adair Lummis, Islamic Values in the United States, New York: Oxford University Press, 1987.

(2) Smith, Jane, Islam in America, New York: Columbia University Press, 1999.

معروف أن ما يقرب من ثلاثة أخماس المسلمين الأمريكان جامعيون، ونصفهم يزيد دخلهم على ۵۰,۰۰۰ دولار أمريكي في العام من وظائف كالطب والإدارة والأعمال والقطاع التقني والتعليم ولا يواظب من هؤلاء على التردد على المساجد إلا ٢٠٪.


[[ و برغم ذلك تبين المعلومات المتوفرة أيضاً أن غالبية مسلمي أوروبا حداثيون أو عالمانيون ويوصي أحد قادة الفكر في تلك الجالية، بسام طيبي؛ بالتطوير الفعال لـ إسلام أوروبي، بحيث يستعمل كحائط صد في وجه التطرف الإسلامي المدمر، وهو ما يتطلب معلومات أوفى عن معتقدات المسلمين الأوروبيين الحداثيين وممارساتهم؛ تشجيعا لهذا التلاقح بين الإسلام والحداثة ومن ثُمَّ تعميمه، بدلًا من السماح للتقليديين أو الأصوليين وهم مجرد أقلية بتمثيل الإسلام الأوروبي وتحديد طبيعته. ]]


[[ ففي الولايات المتحدة عادة ما ترتدي الطوائف التالية الحجاب : المهاجرون حديثاً من المناطق الريفية التقليدية في العالم الإسلامي و الأصوليون والتقليديون غير المندمجين و المنتمين إلى الأقليات شديدة الالتزام و كبار السن و الشابات اللاتي يردن لفت الأنظار في مدارسهن و جامعاتهن و أماكن عملهن بتعبيرهن الاستفزازي عن الهوية , و إذا جمعنا هؤلاء كلهم معاً وجدناهم لا يشكلون سوى نسبة بسيطة من مسلمي الولايات المتحدة بل حتى في نطاق المهاجرين الجدد فإن أقلية هي التي تناصر الحجاب و في الولايات المتحدة يتم الآن تسييس الحجاب بطرق مزعجة فالمسلمات الأمريكيات اللاتي يحضرن مناسبات إسلامية أو يتصلن بمجموعات طلابية مسلمة , يشتكين مما يلقينه من تعنت على أيدي التقليديين والأصوليين الذين يحاضرونهن عن عدم احتشام ملابسهن : إذ يرتبط الحجاب بالخضوع الأنثوي و عند الأصوليين والتقليديين يعد حجاب الزوجة ولزومها البيت وانصياعها لزوجها رمزاً على علو المكانة و في المؤتمرات الإسلامية بالولايات المتحدة تتعرض النساء غير المحجبات اللاتي يردن الكلام لصيحات الاستهجان ]]

إن أقل من نصف المهاجرين المسلمين يظنون الحجاب فريضة إسلامية . راجع : 

Haddad , Yvonne Yazbeck and Adair Lummis , Islamic values in the united states , New york , oxford university press 1987 


[[ وربما كان الاتجاه العام في أمريكا لا يعي هذه التعقيدات. وثَمَّ مقال نموذجي بجريدة «الواشنطن بوست»؛ يتناول الحجاب بأسلوب غير نقدي، وبشيء من التدفق والتعاطف الحماسي، بوصفه تعبيرًا دالا على الهوية»، أو أمرًا يتطلب من مرتديته «بناء نفسها ثقافيا». وتتجرأ أستاذة في جامعة ميريلاند بالحكم على الحجاب بأنه «طريقة صحية تعبر بها المرأة المسلمة عن ذاتها، وتخلط فيها ثقافتها الأمريكية بالعزة الإسلامية».، وليس في المقال ذكر لأي رأي مخالف أو معارض ولا حتى إشارة إلى رفض العديد من النساء المسلمات للحجاب، وأن وجوبه الشرعي موضع خلاف كبير حاليا. كذا لم يشتمل المقال على أي جهد لتقييم ذلك الاتجاه اجتماعيا. ]]


[[ وفي ربيع ٢٠٠٣، كان موقع «مسلم لايف ان أميركا»، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، يحتوي على ۳۲ صورة لنساء وفتيات بل وحتى لطفلات حديثات عهد بالمشي (لم يبلغن الحلم بعد فلا يجب عليهن الحجاب حتى في الدول الإسلامية المتشددة؛ ظهرن وكلهن .محجبات. وعلى النقيض نجد الموقع ذاته قد نشر ١٣ صورة فقط لنساء وبنات حاسرات الرأس. وهي صورة مضللة للطريقة التي يعيش بها المسلمون الأمريكان، ودعم واضح للحجاب من جانب الحكومة الأمريكية ]]



ظاهرة خطف أطفال المسلمين و شرعنة الهجرات للغرب


[[ أما في أوروبا، فقد أظهر الناخبون والمثقفون رد فعل أوليا سلبيا تجاه اعتناق بعض السياسيين الغربيين الساذج للرؤية التقليدية الإسلامية. لقد كان اليمين السياسي الأوروبي يميل دائما إلى الحذر في التعامل مع القيم وأنماط الحياة المخالفة التي اجتلبها المهاجرون، وبخاصة المسلمون؛ بحجة تهديد الأقليات غير الاندماجية، المتحدرة من خلفيات ثقافية متنوعة؛ لهوية الغرب وقيمه الأساسية. وكما أظهرت انتخابات ٢٠٠٢م في فرنسا وهولندا، فإن هذه المخاوف قد استشرت بين شرائح أعرض من الجمهور. بل اتخذت هذه المخاوف صورة تشريعات جديدة في بعض البلدان؛ تشريعات تقتضي إجراءات أرسخ لدمج المهاجرين في المجتمع؛ مثل إلزامهم بفصول تعلم اللغة المحلية/ القومية. ]]



النسوية الإسلامية

عن ضرب الزوجات و التحريفات المتبعة :

[[ ويقبل التقليديين المحافظون أيضًا هذه الممارسة، مع التفرقة بين الوعظ، الذي نادرا ما يلجأ إليه الزوج لتقويم سلوك زوجته، وهو سلوك مقبول، وبين الممارسة المتعسفة للعنف الأسري، وهو ما يرفضونه. أما التقليديون الإصلاحيون؛ فإذا كانوا لا يوافقون عادةً على ضرب الزوجات إلا أنهم يلجئون للتأويل. (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ) [النساء: ٣٤]. تنطوي هذه الآية القرآنية على غموض في موضعين: في اللفظ المحدد لنوع السلوك الذي يسوع مثل هذا الفعل، وفي اللفظ الذي يصف رد الفعل. وقد يسعى البعض لاستجلاء الغموض في الآية؛ مُدعيًا أنها لا تنطبق إلا على حالات الإساءة الشديدة. وأن بقاء هاتين النقطتين غير محددتين في النص القرآني، لا يعني أن أصحاب محمد كانوا لا يعرفون ما تعنيه الآيات، برغم ما يذهب إليه البعض من أن اللفظ العربي المستخدم في وصف حالة الإساءة هو إلى التمرد، أقرب منه إلى «العصيان»، وإنها قد تكون إشارة للردة أو النشاط السياسي الهدام» للزوجة. وفي إطار اهتمام العلماء التقليديين باستجلاء غموض اللفظ الثاني، فإنهم قد يسودوا عشرات الصفحات ليصلوا إلى أن النص القرآني لم يقصد «الضرب ولا اللكم»، بل: الوخز برفق ويرى القرضاوي جواز لطم الزوجات بشرط الابتعاد عن الوجه، وقد نشرت مجلة اسلامك هورایزنز Islamic Horizons الأمريكية، في عددها الخاص بقضية العنف الأسري؛ رأيا حاسما بخصوص تطبيق هذه الآية. إذ تمنح الأزواج حق تأديب زوجاتهن الناشزات؛ ببضع وخزات خفيفة» بـ «السواك. ليختم الكاتب واصفا هذا التصرف بأنه معقول ومحترم ولا غبار عليه، إذ أن صيانة كرامة كلا الزوجين أمر مطلوب . ولن نجد شاهدا على عجز التقليديين المسلمين، بما فيهم الجناح الإصلاحي؛ عن مواجهة التحديات المعاصرة، خيرا من النص السابق؛ الذي يقترح بكل جدية فضَّ الرجل خلافه مع زوجته، بوخزها بالسواك؛ كدليل على علاقة الاحترام بينها ]]

التحايل على تشريع تعدد الزوجات والتحريفات المتبعة :

[[ ويعارض التقليديون الأقرب لنهاية الطيف الحداثية تعدد الزوجات، وكذا يفعل من يرون القضية لا تستحق ما تثيره من استنكار وازدراء غير المسلمين. ومما لا شك فيه أن القرآن يُجيز التعدد، كما أن محمدا وقادة الإسلام الأول قد مارسوه . من ثم فليس بمقدور التقليديين إنكاره، بل على العكس؛ يشعرون بوجوب الدفاع عنه. ولذا يتذرعون بالحجج التالية لتسويغه في نظر المحدثين: فهم يشيرون إلى أن مُحمّدًا لم يُعَدِد طوال حياة زوجته الأولى، خديجة؛ وهي الفترة التي بدأ فيها نزول الوحي، ويعتبرون ذلك هو المثال الذي ينبغي أن يحتذيه المسلمون. ويقولون إن تعدد زيجات محمد كان لدافع سياسي أو اجتماعي وليس شخصيا. لذا يرى هؤلاء أن بعضا من تلك الزيجات كانت اسمية فقط؛ تقوية لتحالف سياسي أو رعاية لأرملة صحابي . ويُعضّدون ذلك بأن تعدد الزوجات في صدر الإسلام كان أحد أشكال التضامن الاجتماعي؛ استجابة لنقص الرجال بسبب الحروب. ولصيانة فائض النساء، ومنهنّ الأرامل اللائي يحتجن لمن يعولهن ويحميهن. ويؤكد آخرون أن تعدد الزوجات قد حل محل الوضع المزري للمرأة في مجتمع ما قبل الإسلام؛ فقصر التعدد على أربع نساء يُعامَلنَ بتساءٍ وَيُضْمَن هنَّ وضع اقتصادي وشرعي مستقر لهو تحسن جلي. ويُردد التقليديون الإصلاحيون أحيانًا حجج الأصوليين؛ بأن تعدد الزوجات يمكن اعتباره مبعث راحة للنساء اللاتي يتشاركن تربية الأبناء والأعمال المنزلية، ومن ثم يتبقى لديهن وقت للإنفاق على اهتماماتهن الأخرى. وهم يؤكدون على أن التعدد أرقى مما طرأ على الغرب؛ فمُعَدَّل الطلاق المرتفع في المجتمعات الغربية الصناعية هو في الواقع أحد أشكال تعدد الزوجات التسلسلي. وهو خير من الطلاق الذي يتضمن الهجر، ومن ثم إيلام النساء والأطفال المعنيين، في حين يُعطي التشريع الإسلامي المرأة التي تزوج عليها زوجها الحق في معاملة متساوية ماليا وعاطفيا، بل وجنسيا أيضًا. أما النساء اللاتي يجدن في التعدد إساءة هنَّ، فمن حقهن شرعًا كما يقول التقليديون - أن يشترطن في عقد النكاح ابتداءً ألا يتخذ أزواجهن زوجات أخريات. وهناك رأي مُعَقَّد بعض الشيء يتداوله التقليديون كثيرا، ومفاده أن الأمر بالمساواة بين الزوجات هو نوع من التقييد التشريعي؛ إذ لما كان تحقيق هذا العدل مستحيلا كما يؤكد القرآن، فإن الإسلام في الحقيقة يُبطل التعدد. وهناك نص نموذجي يجري على هذا المنوال، لـ «رقية مقصود : 

{ اقتصر الرسول على خديجة طوال حياتها التي امتدت معه إلى ٢٤ عاما. وبعد وفاتها تزوج بسودَة الأرملة، ثم خطب عائشة ابنة صاحبه، وبعد استشهاد كثير من المسلمين في الغزوات؛ نزل الإذن للرجال بالزواج حتى أربع زوجات. أما النبي فكان له وضع خاص؛ إذ بلغ إجمالي عدد زوجاته ۱۳ امرأة، وكُن جميعا باستثناء عائشة أرامل ومطلقات بحاجةٍ إلى رعاية . ويجوز تعدد الزوجات إذا أعجز المرض الزوجة عن رعاية زوجها وأسرتها، أو أصابها الجنون. أفيبقى الرجل طوال حياته دون استمتاع جنسي؟ أم يُطلق زوجته البائسة؟ أم يتزوج بأخرى؟ }

بنفس الروح، يكتب أكبر أحمد التقليدي الإصلاحي الأمريكي الجنسية الذي حصل بكتابه: الإسلام اليوم على جائزة جريدة «لوس أنجليس تايمز» لكتاب العام يقول في نفس الكتاب:

{ يشيع في الغرب تصور مغلوط، يصعب القضاء عليه؛ عن الحياة الأسرية في الإسلام بوصفها جنة للرجال، يحظى فيها كُلّ منهم بأربع نساء على أقل تقدير .... لقد أجاز القرآن، بكل وضوح للرجال التزوج بأكثر من امرأة، وفي بعض الأحوال يكون ذلك ضرورة اجتماعية .. لكن القرآن يُضيف شرطا بعقبها وهو شرط حاسم يقيد مسألة التعدد. والواقع أن القرآن قد جزم في موضع آخر بصعوبة التعدد، بل إن روح النص القرآني تؤكد مبدأ الانتصار على زوجة واحدة فحسب؛ لذلك فالمسلمون لا يعتذرون أو يدافعون من تعدد الزوجات } ]]

التحايل على الحجاب والتحريفات المتبعة :

[[ من وجهة نظر موضوعية بحتة، فمن المستغرب أن تثير قضية الحجاب كل هذا القدر من الاهتمام؛ إذ من الواضح أن القرآن لا يفرضه، فالقرآن يتحدث عن ملبس محتشم وسلوك حيي لكل من الرجال والنساء، وهو لم تجدد مراده بوضوح في مسألة المليس، لكنه وضع مبدأين استرشاديين هما: العرف المحلي، ومكانة الشخص في المجتمع؛ أي عمله. فالحجاب لم يفرض إلا على مجموعة معينة من النساء من زوجات النبي؛ اللاتي طلب منهنَّ الاحتجاب حرفيا. وهذا الحكم تضمنته سورة متأخرة تتحدث بشكل خاص عن اختلاف وضع نساء النبي عن غير من من النساء؛ إذ يُطلب منهنَّ مراعاة ظروفهن غير العادية وقبول القيود الاستثنائية؛ مثل عدم زواجهن بعد موت النبي وارتداء ملبس خاص يُغطى ،أجسادهن، في مقابل وعلي بـ المضاعفة الأجرة لمن امتيازا عمن سواهن . والحداثيون، ومعهم مجموعة تقدمية من التقليديين الإصلاحيين؛ يؤكدون على هذا، وأن ما ورد في القرآن والسنة النبوية هي قواعد ينبغي مراعاتها في الملبس: فالاحتشام يعني ألا يجذب الملبس الانتباه وحيث لا يكون الحجاب ملبسا للأغلبية، فإنه يؤدي إلى النقيض؛ إذ يجذب انتباه الناس للمرأة ويتسبب في تحديق العيون فيها، وهو ما ينبغي تجنبه أصلا إذا كانت محتشمة، ثم يستدلون بقاعدتين أساسيتين في القرآن هما { لا إكراه في الذين } ، { و يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بكم العسر } . فالضغط على المرأة لارتداء ملبس معين لم تختره بإرادتها، وتقييد قدرتها على العمل، واستهدافها بالعدوان أو بالتمييز، وإنزال الضرر بها وبصحتها؛ يتعارض قطعا مع الأمرين السابقين. ]]

ما مواصفات الإسلام الأمريكي في قضايا المرأة و الأيدولوجيات الغربية ؟  :

[[ وتدعم بعض عناصر الثقافة الأمريكية موقف التقليديين. وبما أن هذا التيار يتوقع في الغالب ارتداؤه الزي الإسلامي، فإنهم يعتبرون الخيار النموذجي لوسائل الإعلام إذا ما احتاجت رسما تصويريا لقصة عن المسلمين الأمريكان. ويحابيهم الساسة لنفس السبب، فإبرازهم في الإعلام بوضوح يؤكد دعم الساسة الأمريكيين للمسلمين. والواقع أن هذا التوجه يزور حقائق السياسة والسكان (الديمغرافيا). والملاحظ أن موقع المسلم لايف ان أميركا،التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والذي يرعاه برنامج المعلومات الدولية؛ هو موقع مقصور على المحتوى التقليدي كتابة وتصويرا، فالنساء والفتيات، حتى الصغيرات منهن؛ يرتدين الحجاب. وتم مشهد لأحد المحلات التجارية تظهر فيه سيدتان مغطاتا الوجه كذلك. وتحت عنوان «أسرة من كاليفورنيا»؛ نرى زوجة ترتدي زيا غير محدد الملامح صنعته لنفسها، وليست له أي دلالة عرقية أو قومية، بل يبدو وكأنه مشهد من مسرحية مستقاة من الإنجيل. ويظهر جميع الأطفال المشاركين في المعرض وفي الأنشطة الرياضية المدرسية وفي مؤتمر للشباب؛ وقد ارتدوا أكثر ألوان الزي الإسلامي تشددا. وهي صور لا تعكس التيار الرئيسي للإسلام ، تسلط الضوء فقط على قطاع هامشي من الجالية الأمريكية المسلمة. وقل في المحتوى نفس الشيء. وهناك قصص تدل على الامتعاض من سرعة اندماج الطلاب الوافدين من بلدان إسلامية حتى تعذر تمييزهم من بين غير المسلمين، وتصف دور الحجاب الكامل السابغ والزي الطويل الواسع، الذي يجرجرن أذياله؛ في ترسيخ شعور طالبات المدارس الثانوية المسلمات بأنهن «جواهر ثمينة». ويؤكد هذا النص وبقوة على «ضرورة تطبيق الشريعة وأحكامها بشكل دقیق»، كما يتناول «التأثيرات الغربية التي يمكنها إفساد القيم الإسلامية الأساسية وتفريغها من مضمونها». وليست هناك أية إشارة إلى أنه قد يوجد اختلاف في الآراء حول هذه المسائل داخل الجالية الإسلامية في أمريكا. وبالمثل لا يوجد أي تفصيل حول الكيفية التي سيصير بها «التطبيق الصارم للشريعة»، بما فيها الحدود الجنائية؛ جزءا من النظام القضائي الأمريكي ]] 

[[ وهكذا يُسيطر الأصوليون والتقليديون حالياً على عقول الجماهير. فمعظم الكتب الموجهة للجمهور العريض هي من تأليفهم أو تعكس فهمهم للإسلام. وكمثال بسيط لذلك؛ تقوم المكتبات العامة في ولاية ميريلاند بإتاحة بعض النصوص كمدخل عن الإسلام يُراد بها تعريف القُرَّاء السُّبَّان به. لكنها جميعا مكتوبة من زاوية تقليدية محافظة، قريبة من الأصولية.

«أنا مسلم» هو كتاب في سلسلة لشرح الأديان الرئيسية. وتدور حول صبي يبلغ من العمر ١١ عاما. من أسرة باكستانية فقيرة ومحافظة للغاية تنتمي إلى أدنى شرائح الطبقة الوسطى؛ وقد هاجرت إلى انكلترا مؤخرا. وهو ما لا يعكس بدقة، كما ذكرنا آنفًا؛ حقيقة الوضع الديمغرافي :

* لا يُسمح للنساء بالصلاة مع الرجال.

* يجب على المرأة تغطية نفسها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها، ما خلا الوجه والكفين.

* يجب على الأطفال طاعة والديهم في كُلِّ شيء حتى بعد البلوغ.

* يجوز أن تُزوّج الفتاة بشخص لم تره من قبل.

* في حالات خاصة؛ يُباح للمسلم أن يتخذ أكثر من زوجة. ]]




عن دعم الصوفية

[[ لا يدخل الصوفية تحت أي من الفئات المذكورة، لكننا سوف نسلكهم هنا مع الحداثيين. ويمثل التصوف التفسير الفكري المنفتح للإسلام. وينبغي دعم التأثير الصوفي في المدارس والمقررات التعليمية والمعايير الاجتماعية والأخلاقية والحياة الثقافية دعماً فعالا في البلاد التي يوجد بها تقليد صوفي، مثل أفغانستان والعراق ومن خلال الشعر والموسيقى والفلسفة الذين يتفرد بهم التصوف؛ يستطيع التقليد والممارسة الصوفية القيام بدور الجسر الذي ينقل هذه المجتمعات خارج نطاق التأثيرات الدينية. ]]

[[ من الأنشطة المحددة لدعم الاستراتيجية : تشجيع تقبل التصوف وزيادة شعبيته ]]

[[ تعزيز قيم الحداثة والديموقراطية بشكل حاسم عن طريق : تعزيز مكانة التصوف بتشجيع الدول التي توجد بها تقاليد صوفية قوية على زيادة الاهتمام بهذا الجانب من تاريخها و بثه في مقرراتها الدراسية و نصيحتي هي : أولوا الإسلام الصوفي مزيداً من الاهتمام ]]

[[ ويطرح فتح الله گولن نسخةً من الحداثة الإسلامية متأثرة تأثرا قويًا بالتصوف؛ مؤكدًا على أهمية التنوع والتسامح ونبذ العنف . وقد اجتذبت كتاباته شريحة عريضة من المريدين في كافة أنحاء العالم، وأثبتت جاذبيتها للشباب ]]



القرضاوي

[[ بل إن التقليديين ،الإصلاحيين الذين تتلاءم أفكارهم حول القضايا الاجتماعية أو المتصلة بنمط المعيشة مع عالمية الحداثة؛ هم في الغالب أقرب كثيرًا إلى الأصوليين في قضايا السياسة الدولية منهم إلى الغرب. فعلى سبيل المثال؛ أدان التقليديون عموما هجمات الحادي عشر من سبتمبر لكنهم لم يوصلوا ذلك برفض شامل للإرهاب والعنف السياسي. وحين أدان الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر السابق وأحد التقليديين المحافظين قتل المدنيين والضحايا الأبرياء في إسرائيل تحداه الشيخ يوسف القرضاوي، وهو تقليدي إصلاحي بقيم في قطر وله تأثير واسع والذي يتخذ موقفًا تَقَدُّميا نسبيا في كثير من القضايا الاجتماعية، إلا أنه يقف موقفا راديكاليا فيما يتعلق بصباغة سياسة خارجية إسلامية وقد أمسى التداخل بين التقليديين والأصوليين خطيرًا وداعية إلى القلق. فقد صار واضحا بشكل متسارع يدعو للتوجس في الأشهر التي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر، أن ثمة تداخلا ذا دلالة بين هذين التيارين، على مستوى المساجد والمؤتمرات والمنظمات الخيرية الإسلامية، وأنه باستطاعة الأصوليين المتطرفين غالباً التحرك داخل الشبكات والمؤسسات وأنظمة الدعم الإسلامية التابعة للتقليديين واستغلالها ]]


[[ نحن بحاجة لمناقشة مسألة النيَّات التي تدور حولها عدة آيات قرآنية وكثير جدا من الأحاديث (۱)، فالخلاف حول الموسيقى وحدها يمكن أن يمتد إلى ما لا نهاية. ]]

(۱) وهذه بعض الاعتبارات التي أعاد القرضاوي النظر فيها حين اتخذ موقفه التقليدي الإصلاحي تجاه الغناء، راجع: الحلال والحرام في الإسلام، على موقعه الإلكتروني: http://www.qaradawi.net


[[ . نشرت الخارجية الأمريكية، على نطاق واسع؛ كتيبا بعنوان شبكة الإرهاب. وتهدف هذه النشرة المصقولة حسنة التصميم إلى عرض حججنا المسوغة للحملة الدولية على الإرهاب، وذلك من خلال عرض صادق للوقائع. وفي طيات ذلك يُبرز الكتيب استنكار وشجب عددٍ من رجال الدين المسلمين البارزين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهذه فكرة طيبة، لكني لا أدرك سبب اختبار الوزارة في هذه المطبوعة الرسمية لرجال دين مسلمين بارزين يُشجعون العمليات الانتحارية مثل يوسف القرضاوي أو اشتهروا باستخدام طائفة من أشد النعوت عداة للسامية مثل عبد الرحمن السديس الواقع أن هؤلاء الأشخاص أثناء حربنا ضد الإرهاب هم أعداء لنا وليسوا أصدقاء، بغض النظر عما قالوه أو لم يقولوه عن أحداث سبتمبر. ففي المعركة الأكبر من أجل كسب القلوب والعقول»؛ تُعَدُّ إتاحة أية فرصة لنشر آرائهم مجافاة للصواب، وانحرافا للسياسة وتضييعا للقيم الأمريكية. ]]

ملحق رسالة توم لانتوس في نقد الخارجية الأمريكية 



هل يعتمد الغرب على المشروع العالماني الإلحادي الصدامي ضد المسلمين ؟


[[ العائق الآخر يتمثل في الافتراضات المسبقة للمنظرين وصانعي السياسة الغربيين، بأن العالم الإسلامي لا تلائمه العلمانية بنفس الطريقة التي تتلائم بها مع ثقافات أخرى؛ إذ يُرى الإسلام كدين سياسي ودنيوي أصلا، وأن العلمانية في العالم الإسلامي محصورة في نطاق ضيق؛ ولذا فلا معنى للارتباط بآفاقها الضيقة والمراهنة على نجاحها. إلا أن هذه القراءة غير دقيقة؛ فالأنظمة العلمانية استطاعت الوصول إلى السلطة ونيل الشرعية، وإحراز الشعبية أيضًا، كما اكتسبت الحركات العلمانية أتباعاً كثيرين. فتركيا، أحد أنجح البلدان في العالم الإسلامي؛ قد حققت تقدمها من خلال سياسة علمانية شرسة وهي مثال درامي على نظام سياسي مسلم حول نفسه في وقت قصير من دولة عثمانية عميقة التمسك بالإسلام، إلى نظام علماني. وبهذا المعنى فإن الحالة التركية هي حالة مفتاحية، وربما بأكثر مما تظهره السياسة الغربية ]]


[[ ويعتقد البعض أنه لا ينبغي الدخول مع الأصوليين والتقليديين في معركة حول الحديث. فعلى سبيل المثال يرى ابن وَرَّاق (۱): { إن خوض معركة مع الأصوليين المتعصبين والملالي حول تفسير هذه النصوص، معناه النزول على شروطهم ومنازلتهم على أرضهم. فما من نص تستشهد به إلا وجاءوا لك بدزينة نصوص تعارضه ولا يُمكن للإصلاحيين كسب المعركة بهذه الشروط مهما كانت البراعة التي يُبدونها (٢). } ]]

(1) Warraq, Ibn, Why I Am Not a Muslim, New York: Prometheus, 1995, p 293.

(۲) ومع ذلك فأثناء حواري . معه، وجدت السيد وراق يسلم بأن النقد المباشر للإسلام ليس واقعيا الآن، وأن بذل الجهد لتقديم إسلام مدجن ألطف وأرق وطأة؛ يمكن أن يحقق نتائج أفضل (حوار في ۲۲ فبراير ۲۰۰۲ من خلال البريد الإلكتروني)


[[تعزيز قيم الحداثة الديمقراطية الغربية بشكل حاسم عن طريق خَلْق نموذج لإسلام مُعتَدِل مُزدَهِر عصري وترويجه، بدعم الدول أو المناطق أو الجماعات ذات الرؤى المناسبة والتعريف بنجاحاته على سبيل المثال؛ استطاع إعلان بيروت (۱۹۹۹) وميثاق العمل الوطني في البحرين؛و فتح مجالات جديدة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وهو ما يجدر نشره على نطاق أوسع. ]] 



المذهب الحنفي ( إمامهم أبو حنيفة )


[[من الأنشطة المحددة لدعم الاستراتيجية :  دعم التقليديين (متى وحيثما كانوا من اختيارنا) بما يكفي لاستمرارهم في منافسة الأصوليين، والحيلولة دون أي تحالف بين الفريقين. أما داخل صفوف التقليديين، فينبغي أن نُشَجّع بشكل انتقائي؛ أولئك المتوائمين مع المجتمع المدني الحديث وقيمه بدرجة أكبر من سواهم. وعلى سبيل المثال؛ فإن بعض مذاهب الفقه الإسلامي أكثر قابلية من غيرها للتطويع بما يوافق رؤيتنا للعدالة وحقوق الإنسان. ]]

[[ من الأنشطة المحددة لدعم الاستراتيجية : تشجيع التيارات التقليدية الأقرب إلى الحداثة مثل المذهب الحنفي , كمذهب معارض للمذاهب الأخرى , على إصدار فتاوى من شأنها عند نشرها على نطاق واسع أن تضعف سلطان الفتاوى الوهابية المتخلفة ]]



ما هو التيار الإسلامي المرشح للدعم الغربي لتبديل الدين ؟


[[ للوهلة الأولى تبدو في التقليديين سمات عدة تضفي عليهم جاذبية كشركاء محتملين: أنهم يمثلون تقلا مكافنا للأصوليين؛ لما يتمتعون به من شرعية عريضة لدى الجماهير المسلمة. . يميلون إلى التوسط، وهم أكثر اعتدالاً، ويمثلون تأثيرًا ملطفا للتزمت الأصولي. منفتحون الحوار الأديان، بل إنهم يسعون إليه سعيا . عادة لا يُدافعون عن العنف، وإن تعاطف بعضُهم مع الأصوليين الذين اختاروا هذا الطريق لدرجة إيوائهم ودعم مواردهم وتحريض الناس على ممارسة أنشطتهم ). وفي الوقت الذي تتكون فيه المجموعات الأصولية غالبا من الشباب، فإن التقليديين يمثلون شريحة أكثر معيارية من المجتمع: الأثر، والمسنين، والنساء، وتلاميذ المدارس وهم منظمون ولهم هياكل مؤسسية وقيادات، بالإضافة لامتلاكهم المنابر والوسائل الضرورية لترويج معتقداتهم؛ من نشير للكتب والخطب، وإقامة للاحتفالات العامة ،والمؤتمرات وإنشاء للجمعيات متنوعة الأغراض. إنهم ظاهرون، ويسهل الوصول إليهم. وينطوي الإسلام التقليدي على عناصر تدعم قيم الديمقراطية والمساواة والمشاركة. ومن الممكن انتقاء هذه العناصر، واستخدامها في تبرير عمليات الإصلاح. وهذا كله؛ فمن المغري اختيار التقليديين كطليعة لمشروعنا لترويج وتعزيز الإسلام الديمقراطي، ويبدو أن هذا هو المسار الذي يميل الغرب إليه . ]]

[[ وتميل الحكومات الأوروبية إلى محاباة التيار التقليدي لأنه حليف مريح من الناحية اللوجستية. وقد أرادت فرنسا، بوجه خاص؛ إنشاء «كنيسة» إسلامية كآلية تيسر السيطرة على الأقلية المسلمة، وكان الهدف آنذاك هو إيجاد طرف واحد مناظر للدولة يُمثل الأقلية المسلمة. .... الإسلام الأمريكي يصدق عليه كل ما سلف، فواجهته «العامة» مكونة من عناصر تقليدية. وهذا راجع إلى طبيعته من ناحية، بالإضافة إلى كونه نتيجةً للجهود الدبلوماسية العامة للحكومة الأمريكية من ناحية أخرى ]]

[[ وهناك مؤشرات واضحة على أن التغيير في الإسلام أمر مستطاع. بل قد وقع فعلا، وعلى مدار التاريخ؛ حالات ابتعاد ضخمة وصريحة عن أحكام القرآن. وجدير بالملاحظة أن تلك الحالات لم تقع نتيجة جدال علمي مرهق استطاع أحد الطرفين أن يَبزَّ فيه الآخر بمعرفة علم الحديث». بل على العكس تم دس هذه الأحكام في هدوء، وقبلت دون أي جدَالٍ على الإطلاق. وأكثر الأمثلة لفتا للأنظار هو الاسترقاق. فالقرآن يُبيح تملك الرقيق صراحة. لكن أقوى العلماء التقليديين شكيمة لا يُمكنه اليوم الدفاع عن تلك الممارسة. ]]

[[ تحتوي منظومة التقليديين العقدية على عناصر ديمقراطية يمكنها دعم وتبرير الإصلاح، لكنها تحتاج لبذل جهد واضح. وقد نشر التقليديون كما هائلا من المطبوعات يعرضون فيها صورة للإسلام الطف وأرق تفنيدا للصورة السلبية التي تكونت له بسبب أفعال وتصريحات المتطرفين. وتمتدح هذه الكتب، كالعادة؛ الجوانب الاجتماعية الإيجابية في الإسلام، وتقدم تفسيرات عقلانية وملطفة للممارسات التي تعدُّها اليوم اضطهادية، بل لا تذهب هذه الكتابات إلى القول بتوائم الإسلام مع مبادئ العصر الحديث فحسب، بل تعتبره قد سبقها في واقع الأمر . وإلى جانب هذه النبرة، التي تجمع بين النزعتين الدفاعية والاعتذارية بدرجات متفاوتة؛ فعادة ما تنطوي تلك الكتابات على مواقف وحجج فلسفية تخالف القيم التي بني عليها المجتمع المدني المعاصر بشكل جذري. وتكمن المشكلة الرئيسة في تناقض الأسس الفلسفية للطرفين؛ فالديمقراطية الحديثة ترتكز على قيم الاستنارة، أما الاتجاه التقليدي فيعادي تلك القيم، ويراها مصدرا للشرور والآثام ومنبعا للفساد الأخلاقي. كذلك تمثل منظومة الاتجاه التقليدي نقيضا للمتطلبات الأساسية للعقلية الديمقراطية الحديثة، وهي: التفكير النقدي، والحلول الابتكارية للمشكلات، والحرية الفردية، والعلمانية. وإذا أمكن التغاضي عن هذه الاختلافات لبعض الوقت فإنها لن تذوي. وعاجلا أو آجلا سوف تتكشف مكامن التعارض. ففي الوقت الذي يرفض فيه المجتمع الديمقراطي المدني المعاصر تطبيق الشريعة، فإن الرؤية التقليدية تقتضيها. إن الحداثة لن تنسجم مع عقوبة القتل في الزنا، أو تقبل الجلد أو قطع الأيدي في السرقة؛ كعقوبات جنائية يمكن تطبيقها. وكذلك لن ترتضى الفصل الإجباري بين الجنسين، أو التحيز السافر ضد المرأة في قانون الأسرة أو القانون الجنائي، أو في الحياة السياسية والمجال العام. وليس جل التقليديين بساعين لتطبيق هذه القيم، لكنهم جميعًا يُدافعون عنها، أو مترددين حيالها في أفضل الأحوال . وإذا كان التقليديون الإصلاحيون لا يريدون بالضرورة إعادة إنتاج هذه الممارسات، إلا أنهم يقبلون المبادئ الأساسية الكامنة وراءها. فالتقليديين بطبيعتهم يؤمنون بحمية اتباع القرآن والسنة اتباعًا كليا وحرفيا؛ إذ لا يُمكن إلغاؤهما ولا تعديلهما. وفي أفضل الأحوال يمكن الالتفاف حولهما عن طريق بعض الإجراءات الشديدة التعقيد والتي تصل إلى حد الافتعال بغية العثور على بعض الاستثناءات وما قد يعضدها، بإعادة قراءة النصوص الملتبسة (المتشابه)، واستعراض التفسيرات البديلة والتأويلات الممكنة ]]

[[ ويتمتع التقليديون ببعض الميزات النسبية؛ فهم واضحون صرحاء. كما أنهم يملكون بنية تحتيَّةً ضخمة تشمل منظمات ومساجد. وبالمثل يمكنهم الحصول على التمويل الخارجي. كما تمدُّهم المصادر الأصولية والتقليدية، في أنحاء العالم؛ بمطبوعات رخيصة الثمن. فتعرض المساجد والمراكز الإسلامية ومحلات البقالة في أمريكا كتابات المودودي بشكل بارز، وهي نتاج جهد الأصوليين الباكستانيين الذين يُغرقون الأسواق العالمية بطبعات ضخمة لكتاباته على هيئة نشرات غير مُكَلِّفة. ]]

[[ يؤمن التقليديون المحافظون بصحة الممارسات الإسلامية في الماضي، حتى وإن تصادمت تلك الممارسات مع أعراف الحاضر وقيمه؛ وذلك بحجة أن المجتمع الإسلامي الأول هو النموذج المثالي الواجب احتذاؤه في كُلِّ عصر ومصر، وإن لم يحاولوا بالضرورة تطبيق تلك الممارسات. وفي غالب الأحيان يكون سبب عدم التطبيق ليس كرههم للممارسات، بل لأنهم يرونها بشكل دائم أو مؤقت غير واقعية أما التقليديون الإصلاحيون، فإنهم يُعيدون تأويل الممارسات التي تبدو إشكالية اليوم أو حتى رفضها وتجنبها. ويرى الحداثيون أن هذه الممارسات جُزء لا ينفصل عن السياق التاريخي دائم التغير وهم لا يرون في مجتمع صدر الإسلام شيئا قد يرغبون بالضرورة في إعادة إنتاجه هذه الأيام. ]]

[[ وينقسم التقليديون أيضًا إلى جماعتين اثنتين هما: التقليديون المحافظون، والتقليديون الإصلاحيون. والفرق بينهما كبير وخطير. ويؤمن التقليديون المحافظون بالتطبيق الحرفي للشريعة والتراث، وباضطلاع الدولة وسلطاتها السياسية بتشجيع هذا التطبيق أو على الأقل تيسيره. ومع هذا، فإن هذه الفئة لا تحبذ اللجوء إلى العنف أو الإرهاب. وقد تعودت هذه الفئة على العمل في ظروف سياسية دائمة التغير، مما جعلهم يَصُبُّون جهودهم في تفاصيل الحياة اليومية لزيادة نفوذهم وسيطرتهم، حتى في ظل حكومات غير إسلامية. فَهَدَفُهُم الاجتماعي هو الحفاظ على قواعد الإسلام وقيمه، وتكريس السلوك المحافظ ما أمكن، وهم يعتبرون إغراءات الحياة الحديثة وإيقاعها خطرًا؛ لذا يقاومون أي تغيير. لكن هناك فروقاً هامة بين التقليديين المحافظين الذين يعيشون في العالم الإسلامي (أو في العالم الثالث)، وأولئك الذين يعيشون في الغرب؛ فالتصور التقليدي موقف معتدل بالأساس؛ ولذا يميل إلى التكيف مع البيئة المحيطة. ومن ثم فمن المرجح قبول التقليديين المحافظين الذين يعيشون في مجتمعات تقليدية للممارسات التقليدية في تلك المجتمعات مثل زواج الأطفال، وأن يكونوا أقل تعليما وأقل قدرة على التمييز بين العادات المحلية والتعاليم الإسلامية الأصلية. أما الذين عاشوا في الغرب، فقد تشبعوا بآراء عصرية حيال تلك القضايا، ويغلب عليهم جودة التعليم وحسن الارتباط بالخطاب العالمي فيما يخص قضايا الاعتقاد. ويرى التقليديون الإصلاحيون وجوب تقديم الإسلام لتنازلات في قضية التطبيق الحرفي لتعاليمه، ليظل خطابه فعالا وجذَّابًا على مدى العصور. وهم أكثر استعدادًا لمناقشة المحاولات الإصلاحية وإعادة تفسير النصوص. وموقفهم الحذر في تقبل التغيير، ينبني على مرونتهم التي تتجاوز ظاهر الشريعة بغية الحفاظ على روحها. أما التحاليون فيسعون لإحداث تغييرات جوهرية في الفهم والتطبيق الحاليين للإسلام، وذلك بتقليص مساحة تلك الصبارة الضارة التي شكلتها الأعراف المحلية والتقاليد الإقليمية، فتداخلت مع الإسلام عبر القرون. كما يؤمنون بتاريخانية الإسلام؛ وهو ما يعني أن الإسلام الذي تُعبد به في أيام النبي قد عكس حقائق أبدية، وملابسات تاريخية كانت تُناسب ذلك العصر ولم تعد . صالحة الآن. يعتقدون أيضًا في إمكان تحديد جوهر أساسي للدين الإسلامي، وسيبقى هذا الجوهر ليس فقط مصونًا من الضرر بل ستقويه التغييرات الكثيرة، والتي تعكس تغير الزمان والأحوال الاجتماعية والملابسات التاريخية. وهم إن ما يُقدِّره الحداثيين في الإسلام ويُعجبون به يختلف تماما عما يُقدره الأصوليون والتقليديون، كما أنه أكثر تجريدية؛ فالقيم الجوهرية مثل؛ صدارة الضمير الفردي، وقيام المجتمعات على المسئولية الاجتماعية والمساواة، والحرية، هي قيم تتوافق بسهولة مع المعايير الديمقراطية الحديثة. أما العلمانيون فيرون أن الدين أمر شخصي يجب فصله عن السياسة، وأن التحدي الأكبر يكمن في منع تعدي أيُّها على الآخر؛ فالدولة يجب ألا تتدخل في الممارسات الدينية لرعاياها، بشرط أن تتوافق تلك الممارسات مع القانون الوضعي ومنظومة حقوق الإنسان. وتمثل الكمالية التركية التي أممت الدين لحساب الدولة النموذج العلماني في الإسلام. ]]

[[ ويسترشد التقليديون المحافظون بالمصادر الإسلامية التقليدية القرآن والسنة، والفقه الإسلامي، واجتهادات كبار العلماء. وفي حين يستخدم التقليديون الإصلاحيون نفس المصادر؛ فإنهم أميل للابتداع وأكثر اجتهادا في استكشاف التفسيرات البديلة؛ لأنهم واعين بالتعارض بين الإسلام والحداثة؛ لذا يحاولون تضييق الهوة لابقاء الإسلام صالحا لكل العصور؛ وذلك بإعادة تفسير المحتوى التقليدي، والالتفاف حول العراقيل التي تعيق التغيير المرغوب، أو تلك التي تضر بصورة الإسلام في عيون العالم. ]]

[[ أما التقليديون، فإنهم أميل إلى العالمية برغم أن من أهدافهم إقامة مجتمع إسلامي وتشجيع التحول للإسلام. ونظريًا يُفترض تحقق ذلك المجتمع عن طريق الأسوة الحسنة والإقناع، لا عن طريق الإكراه. ]]

[[ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مباشرةً؛ شرع الزعماء السياسيون وصانعو القرار في الغرب ينشرون تصريحات تؤكد اقتناعهم ببراءة الإسلام مما حدث، وأنه قوة إيجابية في عالمنا؛ إذ هو دين سلام وتسامح. فتحدثوا في المساجد وعقدوا اجتماعات موسعة مع العلماء المسلمين، ودعوا بعض الملالي للاحتفالات العامة، واستشهدوا بآيات قرآنية في خطبهم. وفي خطبة نموذجية، أكد الرئيس بوش أن { الإسلام دين يجلب الطمأنينة لمليار إنسان حول العالم، وأنه صنع إخوة وأخوات من كل الأجناس. إنه دين قائم على الحب لا البغض } والواقع أن هذا الاتجاه لم يكن مقصورًا على الولايات المتحدة، بل شاع في أوروبا كذلك، مما حدا بالمعلقين للسخرية من القيادات السياسية التي تبدو وكأنها حصلت جماعيًا على درجة ماجستير فورية في الدراسات الإسلامية؛ تؤهلها لإلقاء محاضرات عامة عن حقيقة الإسلام وجزئيا، كان لهذا الاعتناق العاطفي العلني للإسلام من قبل قادة الرأي ورجال السياسة أساس منطقي محلي؛ فالزعماء الغربيون كانوا يحاولون تجنب أي رد فعل عنيف أو معادٍ لأقلياتهم المسلمة. وبالإضافة إلى ذلك كان هناك دافعان على الأقل للسياسة الخارجية: أولهما قصير المدى والثاني طويله. فعلى المدى القصير؛ كان الهدف هو مساعدة حكومات الدول المسلمة سياسيا لتدعم الحرب على الإرهاب، وذلك عن طريق الفصل الإعلامي بين الإرهاب والإسلام. وعلى المدى البعيد؛ كان الزعماء الغربيون يسعون لتطوير تصور لدمج اللاعبين السياسيين ودولهم المسلمة في النظام العالمي المعاصر. والتحق الوسط الأكاديمي بالركب سريعا؛ في محاولة إثبات تناغم الإسلام مع الاعتدال والتسامح والتعدد والديمقراطية، إن لم يكن يشترطهم أصلا. وفي تصديره لكتاب: ( الجذور الإسلامية للتعددية الديمقراطية )، للكاتب عبد العزيز ساخيدينا؛ يُفصل جوزيف مونتفيل الغرض من تلك الدراسات، ودوافع مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية لتمويل هذه الدراسة فيقول: 

{ إننا جميعا على علم بأن الإسلام، ككُل أديان العالم الكبرى؛ قد تبنى القيم الإنسانية التي يمكن التسليم بها وقبولها من غير المسلمين؛ بوصفها أساسًا لقيام المجتمعات .. لقد عرف الدكتور (ساخيدينا) أنه يتعين عليه إبراز الآيات القرآنية التي تؤكد على كرامة الفرد، وحُريَّة الوعي، وحب الله لكل البشر سواء أهل الكتاب أو من ليسوا أهل كتاب }

ويشرح المؤلف قائلا:

{ إن هذا الكتاب يضطلع بتحديد بعض المفاهيم السياسية الهامة في الإسلام والتي من شأنها توطيد العلاقات الإنسانية داخل الأمة الواحدة، وبينها وبين غيرها من الاسم؛ على حد سواء. ويسعى الكتاب كذلك لكشف الأصول المعيارية للصيغ الدينية الإسلامية، وتحديد تطبيقاتها في الثقافات المختلفة؛ لكشف مدى تواؤمها مع النظام العالمي التعددي للقرن الحادي والعشرين .. وليس الهدف هنا تمجيد الماضي الإسلامي، بل تذكره، وإعادة اقتفاء أثره وتفسيره، وإعادة بنائه ليوائم الحاضر}

 . وفي حين كانت طائفة من الكتاب تعمل لإبراز مجموعة من القيم الراسخة في القرآن والتقاليد، فإن كتابا آخرين كانوا يكشفون بنجاح عن مجموعة أخرى تماما من القيم، ويعملون على نشرها بكل ما وسعهم.وفي نفس الوقت الذي كان ليبراليو العالم الإسلامي يحشدون الحجج التي تثبت ليبرالية الإسلام وتسامحه، كان الإرهابيون يفعلون الشيء نفسه؛ لتأصيل أهدافهم ووسائلهم باعتبارها أوامر وفروضًا دينية إن نغمة الابتهاج التي سادت بعض المجتمعات الإسلامية بعد هجمات ۱۱ سبتمبر؛ تكشف بشكل واقعي أن هذه الرؤية يتبناها قطاع غير محدود من الجماهير المسلمة، بل إنه في ذكرى مرور عام على الهجمات؛ اجتمع بعض العلماء الأصوليين في لندن للاحتفال، وأعلنوا في مؤتمرهم الصحفي أن ما حدث مثال على القصاص العادل، ومن ثُمَّ فهو عمل إسلامي موفق , لقد حاول الزعماء الغربيون والحكومات الصديقة في العالم الإسلامي؛ الفصل بين أفعال الإرهابيين وبين الإسلام، لكن قاصديين مصممين على الربط بينهم . ويرى معظم قادة الرأي الغربيين أن تعرية تفسيرات الراديكاليين للإسلام لمواجهة الإرهابيين ومنع تحول الصراع إلى صدام أديان، هو هدف يستحق دعم الاتجاهات المعتدلة داخل الإسلام لكن أية اتجاهات بالضبط؟ وما الهدف من وراء ذلك؟ إن تحديد العناصر التي يُمكن دعمها واختيار الوسائل المناسبة، وتحديد أهداف الدعم؛ ليس بالأمر الهين ]]




مقتطفات من سياسات عبيد الغرب في بلاد الإسلام 

المختصر : 

1) تسليط الضوء على أخطاء المسلمين الأصوليين و استهداف الشباب و النساء [ لأنها فئات ضعيفة العقل أو قليلة الخبرات عموماً ] و التقليديين الملتزمين و الأقليات المسلمة في الغرب [ لاضطرارهم إلى منابذة الأصوليين و تقريبهم من الحداثة ] و محاولة إيصال فكرة أنه لا فرق بين الشرق والغرب من ناحية الفساد

2) نشر فكرة ارتباط الإسلام بالتخلف و ارتباط الحداثة والديموقراطية بالتقدم والازدهار 

3) نشر الإسلام الديموقراطي المدجن في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام كخطوة لغسيل مخ النشء للانقلاب على الفكر الأصولي [ المفترض أنه الإسلام الصحيح ]

{ في التعليم العام و تعليم الأزهر والتلميع له كأمثلة }

4) دعم الحداثيين والعالمانيين عن طريق إقحام آرائهم في مقررات التعليم الإسلامي 

[ هذا قديم في التعليم العام مثل الاحتفاء بهدى شعراوي و ملك حفني ناصف و لكن في التعليم الإسلامي الأزهري مثلاً ما حدث من إدماج سيرة الممثلة في أحد مقرراته ! ) 

5) تشجيع الشعوبية و إعادة إحياء التراث القديم غير الإسلامي 

المفصل : 

[[ تعزيز قيم الحداثة والديموقراطية عن طريق : نقد عيوب الرؤية التقليدية؛ بإظهار العلاقة السببية بينها وبين التخلف، وعلاقة الحداثة والديمقراطية بالتقدم والازدهار. وكذلك كشف ما إن كانت الرؤيتان الأصولية والتقليدية تمثلان مستقبلا صحيا ومزدهرا للمجتمع الإسلامي، ومدى قدرتهما على مواجهة تحديات العصر بنجاح، وما إن كانتا تصمدان للمقارنة مع الأنظمة الاجتماعية الأخرى. ويُشير تقرير التنمية الإنسانية العربية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ) بوضوح إلى العلاقة بين الأنظمة الاجتماعية التقليدية المتكلسة . من جهة، واضطهاد المرأة وتدنّي المستوى التعليمي والتخلف من جهة أخرى. وينبغي وصول هذه الرسالة إلى الشعوب المسلمة بكل وسيلة ممكنة ]] 


[[ التركيز على التعليم والناشئة : من المستبعد أن يُغيّر الشباب المنتمي لحركات الإسلام الراديكالي آراءه بسهولة. أما الجيل التالي، فالمتصور أنه يُمكن التأثير عليه وتشكيل وعيه؛ بإدماج رسالة الإسلام الديمقراطي في المقررات الدراسية ووسائل الإعلام في الدول ذات الصلة. لقد بذل الأصوليون المتطرفون جهودًا ضخمة ليكون لهم التأثير الأكبر على التعليم، ومن غير الممكن أن يفقدوا مواقعهم بغير معارك ضروس والمطلوب بذل جهد مساو في القوة والفعالية، لخلعهم وإزاحتهم من مواضع التأثير. ]]


[[ دعم الحداثيين والعلمانيين الاندماجيين ابتداء، وذلك عن طريق:

۱ - نشر وتوزيع أعمالهم على نطاق واسع.

۲- تشجيعهم على الكتابة لجموع الجماهير والناشئة.

٣- إقحام آرائهم في مقررات التعليم الإسلامي.

٤ - منحهم منبرًا إعلاميًا.

٥- إتاحة آرائهم وترويج أحكامهم حيال القضايا الأساسية في تأويل الدين لجموع الجماهير؛ لمنافسة الأصوليين والتقليديين الذين يمتلكون بالفعل مواقع إلكترونية ودور نشر ومدارس ومعاهد، ووسائل أخرى كثيرة لنشر آرائهم.

٦- عرض «الحداثة» للنشء الإسلامي الساخط بوصفها «ثقافة مضادة» وخيار بديل.

7- تيسير وتشجيع الوعي بتاريخ وثقافة ما قبل الإسلام في الإعلام والمناهج الدراسية في الدول ذات الصلة.

8- دعم وتشجيع المؤسسات والبرامج الثقافية المدنية والعلمانية. ]]


[[ مجابهة الأصوليين عن طريق:

١- كشف وتحدي ما في تفسيرهم للإسلام من عيوب. - فضح علاقاتهم بالمجموعات والأنشطة غير القانونية.

إبراز نتائج ما يرتكبونه من أعمال عنف.

٤- تعرية عجزهم عن حكم البلاد على نحو يُفيد مجتمعاتهم، ويحقق تطورها الإيجابي.

ه - توجيه هذه الرسائل، بوجه خاص؛ إلى جماهير الشباب والتقليديين الملتزمين، والأقليات المسلمة في الغرب، وكذلك النساء.

٦- تجنب إظهار الاحترام أو الإعجاب بالأعمال العنيفة للمتطرفين والإرهابيين الأصوليين، وتصويرهم على أنهم مختلون عقليّا وجبناء، بدلا من تصويرهم على أنهم أبطال أشرار.

٧- تشجيع الصحفيين على تحري قضايا الفساد والانحراف الخلقي في الأوساط الأصولية والإرهابية. ]] 


[[ استمرار الحملة الهجومية ضد الأصوليين: نزع الشرعية عن الأفراد والجمعيات المرتبطة بالإسلام المتطرف، وفضح أعمال النفاق اللاأخلاقية والبيانات الصادرة عن العلماء الأصوليين الأدعياء: إن مزاعم التهتك الأخلاقي والضحالة، التي يدعيها الأصوليون على الغرب؛ هي جزء من ترسانة أسلحة الأصوليين. برغم أنهم أنفسهم غير مُحصنين أبدًا ضد هذا الفساد ]]



ما الذي يهدف إليه الغرب بخصوص مسلمي الشرق ؟

[[ إن الغالبية العظمى من أولئك الذين يقولون بتاريخانية القرآن قد تشربوا الرؤى الفلسفية والمعرفية الغربية. لقد أصبحت المواجهات المباشرة والغزو العسكري أدوات ثانوية في السيطرة على الثقافات والأسواق. أما العادات الاجتماعية وأناط المعيشة فهي الأهداف الأولية للتغيير؛ لإيجاد سوق قائمة على المستهلك المتفتح العقل والمتحرر من القيود القيمية ]]



أساليب عالمانية | ليبرالية | حداثية تستخدمها التيارات الإسلامية

أي شيء تريد أن تبطله ألصقه بالإرهاب

[[ لكن للجدال في أوروبا نكهة مختلفة، فالمثقفون الليبراليون هناك يُحذرون من أن غطاء الرأس يرمز إلى نيات المجاهدين العدوانية والقتالية». فتستطيع أن تتعرف على الإسلاميين ومؤيديهم السُّذَّج من خلال هذه القضية. وتأملوا حالة فريشتا لودن المدرسة في المدارس الألمانية العامة، التي كانت تريد الالتزام بـ إيشاربها الشخصي الصغير ]]


فكرة المسجون الذي يتحول لقدوة أو مجدد هي فكرة صوفية من وجه و عالمانية من وجه 

فمعلوم ما عند الصوفية من السياحة في الجبال و الفلوات و تلقي المعارف اللادنية و أيضاً هذا أسلوب عالماني للتلميع 

[[ أما العائق الثاني، فسياسي. ذلك أن الحداثيين النشطاء سياسيا الذين يعيشون في بيئات أصولية أو تقليدية، لا يتمتعون بأي دعم. كما تعرضهم مواقفهم للخطر؛ إذ يُمكن اتهامهم بالرّدَّة وسوقهم إلى المحاكم ومنعهم من الكتابة، والتحرش بهم وإرهاقهم واستنزافهم بشتى الطرق بل قد يصل الأمر إلى استصدار أحكام الإعدام بحقهم وعمل هؤلاء كأفراد معزولين نقطة ضعف، ولكنه مكمن قوة على مستوى الدعم والحركة؛ فيجب أن يكون البعض كما في كل حركات التحرير والحقوق المدنية على استعداد لمواجهة السجن ليشغلوا مكانة المثل العليا ومواقع القيادة. ]]

قلت : سيد قطب - أيمن عبد الرحيم - حازم صلاح أبو إسماعيل - سليمان العلوان - عبد العزيز الطريفي - خالد الراشد . إلخ 

و هذه أمثلة يحتفي بها الحركيون و القطبية عموماً بعض النظر عن التفصيل في مواقفها و عقائدها , و هذه الفكرة ليست من الإسلام الصحيح في شيء


مبدأ المصلحة

[[ لكن هذا لا يُمَثَلُ مشكلة؛ لأن قليلا من الناس الذين يُصرون على العيش احتذاء لأسلوب أنبياء العهد القديم بشكل حرفي. وبدلا من ذلك، فإننا نريد لتصورنا عن الجوهر الحقيقي لليهودية والمسيحية بالهيمنة على حرفية النص (۳)؛ الذي أمسينا نَعُدُّه مجرد تاريخ خرافي أسطوري. وهو عين المنظور الذي يتبناه الحداثيون الإسلاميون (۳). ]]

(۳) يقترح خالد أبو الفضل الحل التالي للتوفيق بين تعارض ظاهر النص مع القيم المعاصرة: «لا يمكن استبعاد وقوع تضارب بين الاعتقاد الذي تكوَّن وبين بعض محددات النص. فالمرء يمكن أن يقرأ شيئًا يتعارض مع ما يعتقده، لكنه سيميل للشك فيه متعجباً بأنه لا يمكن أن يصدر عن الرب؛ الرب

الذي يعرفه! من الممكن أيضًا أن يظل الضمير الفردي والمحدد النصي يتصارعان في عراك لا يُمكن حسمه. وفي رأيي فإن العقيدة الإسلامية في التحليل النهائي؛ تتطلب من الشخص الالتزام بما يمليه عليه ضميره. وربما كانت الاعتراضات على حدية النص انطلاقا من الإيمان أمرا مطلوبًا، فهو ينبني على الحس الإيماني للشخص. وهناك حلول أخرى يلجأ إليها الحداثيون؛ مبدأ المصلحة العامة، والتي يعود أصلها إلى الفقهاء الإصلاحيين من القرن الثالث عشر ؛ كبمبدأ يمكنه تجاوز القرآن نفسه.

- El Fadl, Khaled Abou, Speaking in God's Name, Oxford: One World Publishing, 2001, p.94. 


[[ ويتطلع الحداثيون إلى مجتمع بغير أفراده عن تدينهم بالطريقة التي تروقهم، ويتعاملون مع القضايا الأخلاقية ونمط معيشتهم وفقًا لما تمليه عليهم ضمائرهم، ويرغبون في الفضيلة بوازع داخلي لا يقهر خارجي مجتمع يقوم نظامه السياسي على العدل والمساواة. نظام يتعايش في سلام مع الأنظمة والأديان الأخرى. ويرى الحداثيين في الإسلام ما يدعم حق المسلمين أفرادا ومجتمعات في القيام بتغييرات ومراجعات؛ حتى في الثوابت من أحكام الشريعة، ونصوصها. ويبدي الحداثيون اعتراضات جوهرية على بعض عقائد الإسلام، ويعتبرون مصلحة المجتمع قيمة تتجاوز تعاليم القرآن ذاته، ويؤمنون بـ «الإجماع، الذي يفتح الباب لإحداث تغييرات جوهرية . ]]


الرؤية الحداثية = القراءات الانتقائية ( لنقل مثلاً في ملفي المرأة و نصارى الشرق الأوسط ) 

[[ الحداثيون: والرؤية الحداثية متوافقة مع رؤيتنا. ومن بين كل الأطياف، فإن هذه الفئة شديدة الاتساق مع قيم وروح المجتمع الديمقراطي الحديث. إن النزعة الحداثية لا التقليدية هي التي تتسق مع الغرب. وهذا يشمل بالضرورة تجاوز الاعتقاد الديني الأصلي، أو تعديله، أو تجاهل بعض عناصره على نحو انتقائي. ]]

الإسلام ( العقيدة الصحيحة ) هي أحد مكونات الفرد

[[ و علينا تجنب " الأسلمة المصطنعة والمبالغ فيها للمسلمين " و تهيئتهم بدلاً من ذلك لفكرة أن الإسلام ليس سوى مكون واحد من مكونات هويتهم ]]

[[ و نتيجة لذلك فقد يُقدم في الحب والإجلال بعض علماء الأشاعرة على بعض المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة لأن الولاء والبراء لا يقوم على جانب العقيدة فقط و إنما يقوم على مجمل حال المعين ]]

العقود الذهبية لسلطان العميري


أمثلة على النفاق الغربي بغية المصالح السياسية

[[ هناك احتمال حدوث رد فعل احتجاجي بشكل مهين كما يبدو في الغرب. ذلك أن التيار التقليدي الإسلامي حاد الانتقاد، وشديد الانتقاص، غالبا؛ للثقافة الغربية. ولهذا فإن الأمر يتطلب التزام الجماهير العلمانية الغربية بضبط النفس، حتى يمكنها تقبل النقد والاتهامات بأن مجتمعها فاسد وسطحي، وأن تاريخه قمعي، وأنه الملوم في كثير من المشكلات التي يعاني منها العالم، بل وإظهار أبلغ الإعجاب بالإسلام وإفساح المجال أمام متطلباته ذات الطبيعة الدينية في عالم علماني. وفي الولايات المتحدة، كانت الصدمة العامة جراء هجمات ۱۱ سبتمبر سببا في التضامن الكبير والدعم الوطني لحالة الطوارئ ولقائمة كبيرة من الإجراءات  الحكومية التي تهدف لتحقيق الأمن والتصدي للإرهاب. ويمكن توقع حركة ارتجاعية، لكن ليس على الفور. ]]

[[  الإسلام الأوروبي: طوَّر مسلمو البلقان في أوروبا الشرقية؛ إسلاما محافظا لكنه بذات الوقت تصور اندماجي حداثي علماني وتقدم لنا أوروبا الشرقية أمثلة دراماتيكية على التعاون والصداقة بين الإسلام والغرب؛ مثل تدخل الغرب (المتأخر) لمصلحة مسلمي البوسنة وألبانيا المضطهدين. لقد وفر المجتمع المدني الأوروبي (غير المسلم) دعمًا هائلًا، وأظهر قدرًا كبيرًا من التضامن في هيئة مبادرات مجتمعية؛ فقد جمعت مؤسسة كاثوليكية تُدْعَى «كاريتاس Caritas» مليون دولار في يوم واحد فقط؛ من خلال طلبها إلى المتسوقين في متاجر السوبر ماركت النمساوية إضافة مبلغ تبرع على فواتيرهم. ومن المثير أن تلك الحملة قد عزفت على وتر ضرورة مساعدة الشعب البوسني المحاضر كونهم جيراننا»؛ دون ذكر للدين وهذا الفصل من فصول التاريخ الحديث يستحق إبرازه على نحو أفضل. فقد استضافت المجتمعات والأسر الأوروبية الغربية خلال ذلك الصراع مئات الآلاف من لاجئي البوسنة بحرارة وبلا تذمر . وتسعى المحاكم الجنائية الدولية، بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان العلمانية؛ لمعاقبة مرتكبي التطهير العرقي ضد مسلمي البلقان، تحقيقا للعدالة على أسسي علمانية. ويتمتع مسلمو البلقان بمستوى من التطور يفوق معظم مسلمي العالم. وهذا يبرهن على أن الصداقة. مع الغرب ممكنة، وأنَّ تبنّي القيم الديمقراطية يؤدي إلى نتائج جذابة ومستوى حياة أفضل. ]]


تم عمل المقال بواسطة : قناة مخالفات الطائفة الحركية .

المقال قابل للتعديل . لإثرائه . أرسل على بوت القناة .

قائمة المقالات

الصفحة الرئيسية


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من هو أحمد السيد ؟!

حول معهد البهوتي

من هو أحمد دعدوش (جهموش) ؟!