حول مصطفى محمود
نظرية التطور
- [[ قال صاحبي : موقفك اليوم سيكون صعبا، فعليك أن تثبت أن خلق الإنسان جاء على طريقة جلا جلا.. أمسك الخالق قطعة طين ثم عجنها في يده ونفخ فيها فإذا بها آدم.. وهو كلام تخالفك فيه بشدة علوم التطور التي تقول إن صاحبك آدم جاء نتيجة سلسلة من الأطوار الحيوانية السابقة وأنه ليس مقطوع الصلة بأفراد عائلته من الحيوانات وأنه والقرود أولاد عمومة يلتقون معا في سابع جد.. وأن التشابه الأكيد في تفاصيل البنية التشريحية للجميع يدل على أنهم جميعا أفراد أسرة واحدة. قلت وأنا أستعد لمعركة علمية دسمة: دعني أصحح معلوماتك أولا فأقول لك أن الله لم يخلق آدم على طريقة جلا جلا.. ها هنا قطعة طين ننفخ فيها فتكون آدم.. فالقرآن يروي قصة مختلفة تماما عن خلق آدم، قصة يتم فيها الخلق على مراحل وأطوار وزمن إلهي مديد والقرآن يقول أن الإنسان لم يخرج من الطين مباشرة، وإنما خرج من سلالة جاءت من الطين ﴿وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ مِن طينٍ﴾ [المؤمنون: ١٢]، وأن الإنسان في البدء لم يكن شيئا يذكر: ﴿هَل أَتى عَلَى الإِنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَذكورًا﴾ [الإنسان: ١] ، وأن خلقه جاء على أطوار ﴿ما لَكُم لا تَرجونَ لِلَّهِ وَقارًاوَقَد خَلَقَكُم أَطوارًا﴾ [نوح: ١٣-١٤] ﴿وَلَقَد خَلَقناكُم ثُمَّ صَوَّرناكُم ثُمَّ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ لَم يَكُن مِنَ السّاجِدينَ﴾ [الأعراف: ١١] .﴿إِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي خالِقٌ بَشَرًا مِن طينٍفَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ﴾ [ص: ٧١-٧٢] . معنى ذلك أن هناك مراحل بدأت بالخلق ثم التصوير، ثم التسوية ثم النفخ.. "م" بالزمن الإلهي معناها ملايين السنين. ﴿وَيَستَعجِلونَكَ بِالعَذابِ وَلَن يُخلِفَ اللَّهُ وَعدَهُ وَإِنَّ يَومًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ﴾ [الحج: ٤٧] ]]
👈 حوار مع صديقي الملحد
- [[ وتقول لنا يعني النظرة العلمية المتأملة كما سماها إن هذا الخالق هو عقل كلي شامل ومحيط، يلهم مخلوقاته ويهديها في رحلة تطورها ويسلحها بوسائل البقاء ]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
- [[ الكائنات في حالة ترقي مستمر ]] ( من حلقة غلطة دارون من برنامج العلم والإيمان )
وحدة الوجود
- [[ واستهداف الحركات والأفكار لهدف واحد هو الخالق الذي خلق حيث لا موجود بحق إلا هو، وحيث كل شيء منه وإليه ]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
- [[ واللحظة الأخرى الصادقة هي لحظة الخلوة مع النفس حينما يبدأ ذلك الحديث السرى .. ذلك الحوار الداخلي. تلك المكالمة الانفرادية حيث يصغر الواحد إلى نفسه دون أن يخشى أذنا أخرى تتلصص على الخط ذلك الإفضاء والإفشاء والاعتراف والطرح الصريح من الأعماق إلى سطح الوعي في محاولة مخلصة للفهم. وهي لحظة من أثمن اللحظات. إن الحياة تتوقف في : تلك اللحظة لتبوح بحكمتها والزمن يتوقف ليعطي ذلك الشعور المديد بالحضور.. حيث نحن في حضرة الحق .. وحيث لا يجوز الكذب والخداع والتزييف، كما لا يجوز لحظة الموت ولحظة الحشرجة .. والحق في القرآن الله هو ... وهو أحد أسمائه الحسنى. وكل هذه المؤشرات الداخلية تدل عليه وهو متجاوز للدنيا متعال عليها نراه رؤية بصيرة لا رؤية بصر. وتبرهن عليه أرواحنا بكل شوقها وبكل نزوعها. والعجب كل العجب لمن يسألنا عن برهان على وجود الله.. على وجود الحق .. وهو نازع إليه بكليته مشغوف به بجماع قلبه وكيف يكون موضع شك من هو قبلة كل القلوب .. ومهوى جميع الأفئدة، وهدف جميع البصائر؟ كيف نشكك في وجوده وهو مستول على كل مشاعرنا؟ كيف نشكك في الحق ونطلب عليه دليلا من الباطل؟ كيف ننزلق مع المنطق المراوغ إلى هذه الدرجة من التناقض فنجعل من لب الوجود وحقيقة حقائقه محل سؤال؟ إني لا أجد نصيحة أثمن من أن أقول: ليعد كل منا إلى فطرته.. ليعد إلى بكارته وعذريته التي لم تدنسها لفلفات المنطق ومراوغات العقل. ليعد كل منا إلى قلبه في ساعة خلوة. وليسأل قلبه. وسوف يدله قلبه على كل شيء ]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
إنكار المسيح الدجال وعذاب القبر الحسي
- [[ العالم أصبح مسرحا مجنونا يهرول فيه المجانين في اتجاه واحد نحو القوة المادية المسيخ الدجال الأعور ذو العين الواحدة، معبود هذا الزمان لا إله إلا المادة! هذه هي الصلاة اليومية اختفى الإيمان بالله، واختفى معه الإحساس بالأمن والسكينة والطمأنينة، وأصبحت الصورة الفلسفية للعالم هي غابة يتصارع فيها المخلب والناب. صراع طبقي وصراع عنصري، وصراع عقائدي، عالم فظيع من الخوف والقتل، ولا أحد في السماء السماء يرعى هذا العالم ويحفظه إلى هذه الحالة انتهت بنا عبادة الدجال الذي اسمه القوة المادية ]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
- [ عذاب القبر هو مجرد عذاب معنوي حيث يُعرض على المرء مقعده من النار فقط ] ( من حلقة " ماذا بعد الموت ؟ " من برنامج العلم والإيمان )
وحدة الأديان
- [[ هذه بداهات وأوليات تقول بها الفطرة والمنطق السوي ولا تحتاج إلى تدبيج مقالات في الفلسفة ولا إلى رص حيثيات ومسببات، ولهذا كانت الأديان كلها مقولة فطرية.. لا تحتمل الجدل ولا تحتمل التكذيب.. ولهذا كانت حقيقة مطلقة تقبلها العقول السوية التي لم تفسدها (غير واضح الفلسفة والسفسطة .. والتي احتفظت ببكارتها ونقاوتها وبرئت من داء العناد والمكابرة ]]
- [[ وليس متدينا في نظرى من تعصب وتحزب وتصور أن نبيه هو النبي الوحيد وأن الله لم يأت بغيره.. فإن هذا التصور الله هو تصور طفولي متخلف يظن أن الله أشبه بشيخ قبيلة.. ومثل هذا الإحساس هو عنصرية وليس تدينا وإنما التصور الحق لله أنه الكريم الذي يعطي الكل ويرسل الرسل للكل. (وَإِن مِن أُمَّةٍ إِلّا خَلا فيها نَذيرٌ﴾ [فاطر: ٢٤] ﴿وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا ) [النحل: ٣٦] ﴿وَما كانَ رَبُّكَ مُهلِكَ القُرى حَتّى يَبعَثَ في أُمِّها رَسولًا) [القصص: ٥٩] ﴿وَرُسُلًا قَد قَصَصناهُم عَلَيكَ مِن قَبلُ وَرُسُلًا لَم نَقصُصهُم عَلَيكَ) [النساء: ١٦٤] ومعنى هذه الآية أن بوذا يمكن أن يكون رسولا في عصره وإن لم يرد ذكره في القرآن وإخناتون يمكن أن يكون رسولا في زمانه ويمكن أن يكون ما وصلنا من تعاليمهم قد خضع للتحريف. والله يريد بهذا أن يوحي بالإيمان المنفتح الذي يحتضن كل الرسالات وكل الأنبياء وكل الكتب بلا تعصب ولا تحيز. ولهذا يأمرنا بالإسلام دينا لأنه الدين الوحيد الذي يعترف بكل الرسل وبكل الأنبياء وبكل الكتب ويختمها حكمة وتشريعا، ويردها إلى نبعها وأصلها الإله الواحد الرحيم الملهم... الذي أرسل الهداة جميعا من آدم إلى الخاتم. ]]
- [[ وأصدق مثل للوعي الديني المتفتح هو وعي رجل مثل غاندي.. هندوسي، ومع ذلك يقرأ في صلاته فقرات من القرآن والتوراة والإنجيل وكتاب "الدامبادا" لبوذا.. في خشوع ومحبة.. مؤمنا بكل الكتب وكل الرسل... وبالخالق الواحد الذي أرسلها. وهو رجل حياته مثل كلامه، أنفقها في الحب والسلام. ]]
- [[ والدين واحد من الناحية العقائدية وإن اختلفت الشرائع في الأديان المتعددة. كما أن الرب واحد والفضلاء من جميع الأديان هم على دين واحد. لأن المتدين الفاضل لا يتصور الله خالقا له وحده وهاديا له وحده أو لفئة وحدها.. وإنما هو نور السماوات والأرض.. المتاح لكل من يجتهد باحثا عنه .. الرحمن الرحيم المرسل للهداة المنزل للوحي في جميع الأعصر والدهور .. وهذا مقتضى عدله الأزلي.. وهذا هو المعنى الجدير بالمقام الإلهي وبدون هذا الإيمان المنفتح، لا يكون المتدين متدينا. ]]
- [[ أما الأديان التي تنقسم شيعا يحارب بعضها بعضا باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذبا وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس.. وهي ما زالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة.. تحارب للغرور وإن ظنت أنها تحارب الله.. وهي هالكة، الغالب فيها والمغلوب مشركة .. كل منها عابد لتمثاله ولنفسه ولتصوره الشخصي وليس عابدا لله وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى. وهذا هو الطريق والصراط والمعراج الذي يبدأ به عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق. ]]
- [[ هذا التوازن العظيم والاتساق المذهل والتوافق والتلاحم والانسجام الذي يتألف من ملايين الدقائق والتفاصيل يصرخ بأن هناك مبدعا لهذه البدائع وأنه إله قادر جامع لكل الكمالات، قريب من مخلوقاته قرب دمها من أجسادها، معتنى بها عناية الأب الحنون مستجيبا لحاجاتها سميعا لآهاتها، بصيرا بحالاتها، وأنه الله الذي وصفته لنا الأديان بأسمائه الحسنى ولا سواه.. وليس القانون الأصم الذي تقول به العلوم المادية البكماء، ولا إله أرسطو المنعزل ولا إله أفلاطون القابع في عالم المثل... ولا هو الوجود المادي بكليته كما تصور إسبينوزا وأتباع وحدة الوجود، وإنما هو الأحد الذي ليس كمثله شيء ]]
👈رحلتي من الشك إلى الإيمان
التجهم وتعطيل الصفات
- [[ فهو واحد أحد قادر عالم محيط سميع بصير خبير .. وهو متعال يعطي الصفات ولا تحيط به صفات ]]
- [[ والعقل العلمي لا يعترف بهذه الكلمات الصوفية ويريد أن يرى الله ليعترف به .. فإذا قلنا له إن الله ليس محدودا ليقع في مدى الأبصار، وإنه اللانهاية، وإنه الغيب، يقول لنا العلم: إنه لهذا لا يعترف به، وإنه ليس من العلم الإيمان بالغيب ]]
👈رحلتي من الشك إلى الإيمان
- [[ الله عز وجل ليس له مكان ولا زمان ]] ( من حلقة بعنوان المكان من برنامج العلم والإيمان )
القدرية
- [[ وكل ما نرى حولنا في دنيانا البشرية هو نتيجة هذه الحرية التي أسأنا أما استعمالها. إن الفوضى هي فعلنا نحن وهي النتيجة المترتبة على حريتنا. العالم فهو بالغ الذروة في الانضباط والنظام. ولو شاء الله لأخضعنا نحن أيضا للنظام قهرا كما أخضع الجبال والبحار والنجوم والفضاء.. ولكنه شاء أن ينفي عنا القهر لتكتمل بذلك عدالته.. وليكون لكل منا فعله الخاص الحر الذي هو من جنس دخيلته ]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
الخارجية وتكفير المسلمين
- [[ أما الأديان التي تنقسم شيعا يحارب بعضها بعضا باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذبا وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس.. وهي ما زالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة.. تحارب للغرور وإن ظنت أنها تحارب الله.. وهي هالكة، الغالب فيها والمغلوب مشركة .. كل منها عابد لتمثاله ولنفسه ولتصوره الشخصي وليس عابدا لله وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى. وهذا هو الطريق والصراط والمعراج الذي يبدأ به عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق. ]]
[[ وفي عالم الدين ودنيا العبادات يطل الكذب الخفي من وراء الطقوس والمراسيم شهر الصيام الذي هو امتناع عن الأكل والشرب بتحول إلى شهر أكل، فتظهر المشهيات والحلويات والمخللات والمتبلات.. من كنافة إلى مشمشية إلى قطايف إلى مكسرات، ويرتفع استهلاك اللحم في رمضان فتقول لنا الإحصاءات بالأرقام إنه يصل إلى الضعف، ويصبح شهر رضمان هو شهر الصواني والطواجن وبين كل مائة مصل أكثر من تسعين يقفون بين يدي وهم شاردون مشغولون بصوالحهم الدنيوية يعبدون الله وهم في الحقيقة يعبدون مصالحهم وأغراضهم ويركعون الركعة لتقضى لهم بها هذه المصالح والأغراض. ]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
الماركسية والتفسير العالماني للإسلام
- [[ كل ما يريده الإسلام هو أن يحقق الاقتران الناجح والتزاوج الناجح بين المادة والروح لتقوم مدنية جديدة هي مدنية القوة والرحمة، حيث لا تكون القوة المادية مسخا معبودا وإنما تكون أداة ووسيلة في يد القلب الرحيم، وبذلك يتم تحطيم المسيخ الدجال، وتقوم دولة الإنسان الكامل ]]
👈رحلتي من الشك إلى الإيمان
العلموية
[[ وفي عالم الدين ودنيا العبادات يطل الكذب الخفي من وراء الطقوس والمراسيم شهر الصيام الذي هو امتناع عن الأكل والشرب بتحول إلى شهر أكل، فتظهر المشهيات والحلويات والمخللات والمتبلات.. من كنافة إلى مشمشية إلى قطايف إلى مكسرات، ويرتفع استهلاك اللحم في رمضان فتقول لنا الإحصاءات بالأرقام إنه يصل إلى الضعف، ويصبح شهر رضمان هو شهر الصواني والطواجن وبين كل مائة مصل أكثر من تسعين يقفون بين يدي وهم شاردون مشغولون بصوالحهم الدنيوية يعبدون الله وهم في الحقيقة يعبدون مصالحهم وأغراضهم ويركعون الركعة لتقضى لهم بها هذه المصالح والأغراض. أين الصدق إذن؟ ومتى تأتي هذه اللحظة الشحيحة التي نتحرى فيها الحق والحق وحده؟ إنها تأتي على ندرة. في معمل العالم الذي يضع عينيه على ميكروسكوب بحثا عن حقيقة هنا نجد العقل يتطلع في شوق حقيقي وصادق ويبحث عن حياد مطلق، ويفكر في موضوعية على هدى أرقام دقيقة ومقادير وقوانين والعلم بذاته هو النظرة الموضوعية المستقلة عن الهوى والمزاج وأداته الوحيدة .. صدق الاستقراء .. وصدق الفراسة]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
نفي الحقائق الغيبية وأنها مجاز
- [[ أما كيفيات العذاب بعد البعث، فلا يمكن القطع فيها تفصيلا لأن الآخرة كلها غيب.. ويمكن أن يكون ما ورد في الكتب المقدسة بهذا الشأن رموزا وإشارات .. كما نقول للصبي الذي لم يدرك البلوغ حينما يسألنا عن اللذة الجنسية إنها مثل السكر أو العسل لأننا لا نجد في قاموس خبراته شيئا غير ذلك .. ولأن تلك اللذة بالنسبة له غيب لا يمكن وصفه بكلمات من محصوله اللغوي فهي خبرة لم يجربها إطلاقا، وبالمثل الجنة والجحيم هي خبرات بالنسبة لنا غيب ولا يمكن وصفها بكلمات من قاموسنا الدنيوي وكل ما يمكن هو إيراد أوصاف على سبيل التقريب مثل النار أو الحدائق الغناء التي تجرى من تحتها الأنهار .. أما ما سوف يحدث فهو شيء يفوق بكثير كل هذه الأوصاف التقريبية مما لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر. ويمكن أن يقال دون خطأ إن جهنم هي المقام الأسفل بكل ما يستتبع ذلك المقام من عذاب حسي ومعنوي .. وأن الجنة هي المقام الأعلى بكل ما يستتبع ذلك المقام من نعيم حسي ومعنوي والصوفية يقولون إن جهنم هي مقام البعد البعد والحجب عن الله والجنة هي مقام القرب بكل ما يتبع ذلك القرب الله من سعادة لا يمكن وصفها. ]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
سوء الأدب مع الله عز وجل
[[ نسي الإنسان أنه كان روحا في الملكوت وأنه جاء إلى الدنيا بتكليف وأنه قبل هذا التكلف وارتضاه.. وأنه كانت بينه وبين خالقه ( المخرج الأعظم لدراما الوجود) عهود ومواثيق ]]
[[ والإنسان مربوب بقوة أعلى منه وهو عديم الحيلة في قبضة تلك القوة ويستوي الأمر أن يسمي المؤمن هذه القوة .. "الله" . وأن يسميها الملحد "الطبيعة" أو "القوانين الطبيعية" أو "قانون القوانين" فما هذا التهرب إلا سفسطة لفظية.. المهم أنه لم يجد بدا من الاعتراف بأن هناك قوة تعلو على الإنسان وعلى الحوادث.. وأن هذه القوة تعذب وتنكل ]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
الخلاف اللفظي هو الاتفاق في المعنى مع الاختلاف في التعبير
التصور الهندوسي عن الروح
- [ الروح غير النفس ] ( من حلقة "ماذا بعد الموت " من برنامج العلم والإيمان )
- [[ وتقودنا عملية الإدراك إلى إثبات أكيد بأن هناك شيئين في كل لحظة .. الشيء المدرك والنفس المدركة خارجه. وما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر. ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني ولا نصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا. وإنه لقانون معروف إن الحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها. لا يمكن أن تدرك الحركة وأنت تتحرك معها في الفلك نفسه.. وإنما لابد لك من عتبة خارجية تقف عليها لترصدها.. ولهذا تأتي عليك لحظة وأنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته.. لا تستطيع إدراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى الرصيف الثابت في الخارج. وبالمثل لا يمكنك رصد الشمس وأنت فوقها ولكن يمكنك رصدها من القمر أو الأرض.. كما أنه لا يمكنك رصد الأرض وأنت تسكن عليها وإنما تستطيع رصدها من القمر. وهكذا دائما.. لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها ولاحظتها كموضوع. وأنت إذ تدرك مرور الزمن لابد أن تكون ذاتك المدركة خارج الزمن. وهي نتيجة مذهلة تثبت لنا الروح أو الذات المدركة كوجود مستقل متعال على الزمن ومتجاوز له وخارج عنه. فها نحن أولاء أمام حقيقة إنسانية جزء منها غارق في الزمن ينصرم مع الزمن ويكبر معه ويشيخ معه ويهرم معه (وهو الجسد)، وجزء منها خارج عن الزمن يلاحظه من عتبة سكون ويدركه دون أن يتورط فيه ولهذا فهو لا يكبر ولا يشيخ ولا يهرم ولا ينصرم.. ويوم يسقط الجسد ترابا سوف يظل هو على حاله حيا حياته الخاصة غير الزمنية.. ولا نجد لهذا الجزء اسما غير الاسم الذي أطلقته الأديان وهو الروح. وكأنه اللامعقول .. فنحن في الواقع نفكر ونتصرف بهذه الأنا العميقة التي هي الروح والتي لا تعرف الموت بطبيعتها.. أما الموت كفناء وكعدم فهو أمر لا تعرفه (يعني الروح)، فهي أبدا ودائما كانت في حالة حضور وشخوص.. إنها كانت دائما هنا. إنها الحضرة المستمرة التي لم ولا يطرأ عليها طاري الزوال. وكل ما سوف يحدث لها بالموت أنها سوف تخلع الثوب الجسدي الترابي.. وكما يقول الصوفية تلبس الثوب البرزخي.. ثم تخلع الثوب البرزخي لتلبس الثوب الملكوتي.. ثم تخلع الثوب الملكوتي لتلبس الثوب الجبروتي.. كادحة من درجة إلى درجة ارتفاعا إلى خالقها كل روح ترتفع بقدر صفائها وشفافيتها وقدرتها على التحليق .. على حين تتهابط الأرواح الكثيفة إلى ظلمات سحيقة وتنقضي عليها الآباد وهي تحاول الخلاص. .. ذلك الصحو الداخلي، ذلك النور غير المرئي في نفوسنا والذي نرى على ضوئه طريق الحق ونعرف القبح من الجمال والخير من الشر، تلك العتبة التي نرصد من فوقها حركة الزمن وندرك مروره.. ونرى مرور الأشياء وندرك حركتها تلك النقطة في داخل الدائرة المركز الذي تدور حوله أحداثنا الدنيوية الزمنية وهو شاخص في مكانه لا يتحرك ولا ينصرم له وجود الروح. حقيقتنا المطلقة التي هي برغم ذلك لغز، هل الروح أبدية؟ أو أن لها زمنا آخر ذا تقويم مختلف.. اليوم فيه بألف سنة؟ وما العلاقة بين الروح والجسد؟ وما العلاقة بين العقل والمخ؟ وما العلاقة بين الذاكرة والتحصيل واستظهار العلوم؟ إنه موضوع آخر له شرح يطول .... والسؤال وجيه، ولكن يلقيه عقل لا يعرف إلا نصف القضية.. أو سطرا واحدا من ملف التحقيق.. ومع ذلك يتعجل معرفة الحكم وحيثياته. والواقع أن كل الكائنات الحيوانية نفوس والله قد اختار لكل نفس القالب المادي الذي تستحقه. والله قد خلق الخنزير خنزيرا لأنه خنزير، واختار للنفس الخنزيرية قالبا ماديا ..خنزيريا. ونحن لا نعلم شيئا عن تلك النفس الخنزيرية قبل أن يودعها الله في قالبها المادي الخنزيري. ولا نعلم لماذا وكيف كان الميلاد على تلك الصورة، وما قبل الميلاد محجوب كما أن ما بعد الموت محجوب، ولكن أهل المشاهدة يقولون كما يقول القرآن إننا كنا قبل الميلاد في عالم (يسمونه عالم الذر) ونكون بعد الموت في عالم آخر. والحياة أبدية ولا موت، وإنما انتقال وارتقاء في معراج لا ينتهي. صعودا وتطورا وتساميا وكدحا إلى الله. وهذا الاستمرار يقول به العقل أيضا. والعدل هو الحقيقة الأزلية التي وقرها الله في الفطرة وفي الحشوة الأدمية، وحتى في الحشوية الحيوانية كما قدمت في بداية مقالي. هذا العدل حقيقة مطلقة سوف تقول لنا إن جميع القوالب المادية والحيوانية هي استحقاقات مؤكدة لا ندرى شيئا عن تفاصيلها ولا كيف كانت ولكننا نستطيع أن نقول بداهة إنها استحقاقات.. وإن الله خلق الخنزير خنزيرا لأن نفسه كانت نفسا خنزيرية فكان هذا ثوبها وقالبها الملائم.]]
👈 رحلتي من الشك إلى الإيمان
المقال مستفاد من كتاب " رحلة مصطفى محمود من الدهرية إلى الجهمية والزندقة لأبي الفداء حسام بن مسعود [ تلجرام | أرشيف ]
تم عمل المقال بواسطة : قناة مخالفات الطائفة الحركية .
المقال قابل للتعديل . لإثرائه . أرسل على بوت القناة .
تعليقات
إرسال تعليق